اليونسكو
23/03/2017

اليونسكو والبرلمان الأوروبي: يجب بناء مستقبل في وجه التطرّف العنيف

"يجب أن تبدأ عمليّة بناء مستقبل أكثر إنصافاً وسلماً واستدامة للجميع من مقاعد الدراسة"، هذا ما قالته المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، في كلمتها الافتتاحية خلال فعاليّة نظّمت امس الاربعاء بشأن "دور التعليم في منع التطرّف العنيف" في البرلمان الأوروبي بالشراكة مع اليونسكو.

ويصادف يوم 21 مارس تاريخ الذكرى الأولى للهجمات الإرهابيّة المدمّرة التي استهدفت بروكسل عام 2016.

ويذكر أنّ الفعاليّة نظّمت بحضور نائب رئيس البرلمان الأوروبي، بافيل تيليكا، وتولّى إدارتها عضو البرلمان، إلهان كيوتشيوك، بالإضافة إلى أعضاء آخرين في البرلمان الأوروبي.

ودعت المديرة العامة في كلمة لها بالمناسبة تلقت و'ات' نسخة منها اليوم الخميس ، إلى ابتكار أساليب وطرق تعليميّة جديدة. حيث قالت في هذا الخصوص: "نحن بحاجة إلى توفير التعليم الجيّد لجميع الأطفال ذكوراً وإناثاً، كما أنّنا بحاجة إلى تعليم يعزّز الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة. ويجب أن يركّز التعليم اليوم على العيش في عالم واقع تحت الضغط، ويجب أن يقدّم التعليم أشكالاً جديدة للتوعية الثقافيّة."

وأكّد بافيل تيليكا كلام المدير العامّة مضيفاً قوله أنّ "الشباب لا يولدون إرهابيّين". وبدوره ركّز إلهان كيوتشيوك على الأهميّة الكبيرة للتعليم والمهارات وفرص العمل في "تمكين الشباب وضمان احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسيّة."

وأضافت المديرة العامة قائلة: "علينا التحرّك قبل فوات الأوان، علينا محاربة التطرّف العنيف ومنع انتشاره". كما أكّدت أن التعليم أقوى الطرق لبناء السلام ونزع السلاح الذي قد يؤدي إلى التطرّف العنيف.

كما أكّدت المديرة العامة "إنّنا بحاجة إلى بناء السلام في عقول الرجال والنساء وذلك بدءاً بالتعليم." وبالإضافة إلى ذلك، سلّطت المديرة العامة الضوء على أهميّة "قوّة الإقناع" في مواجهة تهديد ناتج عن رؤية أحادية للعالم تقوم على التفسيرات الخاطئة للعقائد والكراهيّة والتعصّب.

وقد تخلّل الفعاليّة حلقة نقاش للبحث في "دور التعليم في منع التطرّف العنيف والتشدّد".

وتولّى ممثّل اليونسكو لدى المؤسسات الأوروبيّة، باولو فونتاني، إدارة النقاش الذي سيشارك فيه عدد من الشخصيات من بينهم بات دولان، رئيس مركز بحوث الطفل والأسرة التابع لليونسكو، وهانز بونتي، الممثّل الاتحادي لمنطقة بروكسل-هاله-فيلفورد في بلجيكا، وسارة زيغر، كبيرة محلّلي الأبحاث في مركز "هداية".

وقد ركّز البروفيسور بات دولان على ضرورة تنميّة روح التعاطف لدى الشباب من أجل تعزيز التزامهم وتمكينهم من خلال تعميق التضامن في ما بينهم. وقال في هذا الصدد:

   "علينا بالتعليم كمفتاح لتحقيق كل هذا."

وفي هذا السياق، شارك هانز بونتي وهو رئيس بلديّة وعضو في البرلمان، تجربة مدينة فيلفورد في منع ومكافحة التشدّد الذي يؤدي إلى التطرّف العنيف حيث أن المدينة كانت المدينة قد شهدت تحدياً صعباً بسبب توجّه موجة من الشباب المتطرّف إلى سوريا.

كما أضاف بونتي قائلاً: "يتعرض الشباب اليوم إلى ضغط هائل، وبالتالي يجب علينا إيجاد حل لهذه المشكلة من خلال مناقشة ودراسة نوع التعليم الذي نحتاجه، بالإضافة إلى الشكل الأنسب للأنظمة التعليميّة، وذلك من أجل دعم الشباب والحرص على حصولهم على التعليم. وبالتالي فإنّه يجب علينا العمل من كلّ صوب مع الشباب وفي المدارس فهي المكان الذي فيه ستحسم نتيجة هذه المعركة بالربح أو الخسارة."

وتابع كلامه مؤكداً الحاجة إلى بناء الجسور على الصعيد المحلّي من أجل تعميق حس الإنتماء والتضامن بين الشباب من جميع الخلفيات.

وبدورها تطرقت سارة زيغر من مركز "هداية" الدولي للتميّز في مكافحة التطرف العنيف في أبو ظبي في الإمارات العربيّة المتحدة، إلى الحاجة إلى إيجاد أساليب شاملة للتعليم من أجل تحقيق أفضل النتائج بما يتناسب مع الظروف الراهنة. كما شاركت الحضور مجموعة من الممارسات الجيّدة مستشهدة بتجارب الباكستان ونيجيريا في تعزيز التفكير النقدي والقدرة على المواجهة بالإضافة إلى تعزيز مهارات العمل لدى النساء والرجال.

وواصل الحضور النقاش حول أهميّة النهوض بالتوعية الإعلاميّة بين الشباب بالإضافة إلى تعزيز الحوار مع ممثلي الأديان من أجل مكافحة خطابات الكراهية على الانترنت واحترام حقوق الإنسان. كما تطرق الحضور للدور الرئيسي لدعم المعلّمين في هذا الخصوص.

وأنهت المديرة العامة كلامها قائلة: "يجب علينا غرس إحساس متجدّد بالإنتماء لدى الشباب وتجهيزهم بمهارات جديدة ومنحهم الثقة بالمستقبل من جديد، وما من مكان أفضل من مقاعد الدراسة للمضي قدماً في هذا الطريق."

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة