المنستير: أمسية ثقافية بالمركب الثقافي احتفاء بنازك الملائكة رمز الثقافة العربية لسنة 2023
بادر المركب الثقافي بالمنستير وصالون الهادي نعمان للإبداع الأدبي مساء أمس بالاحتفاء بالشاعرة العراقية نازك الملائكة ضمن برنامج وزارة الإشراف للاحتفاء بأحد رموز الثقافة العربية الذي اختارته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالسكو" رمزا للثقافة العربية لسنة 2023 ، وذلك بتنظيم أمسية أدبية بعنوان "على جناح خيمة" بالمركب الثقافي بالمنستير وفق ما أفاد وكالة تونس إفريقيا للأنباء مدير المركب الثقافي بالمنستير فهد بنحمودة.
وساهم في تأثيث فقرات هذه الأمسية رواد صالون الهادي النعمان وهو صالون المركب الثقافي بالمنستير وأعضاء نادي الطرب العربي في إطار شراكة بين نوادي الاختصاص بالمركب الثقافي التي بدأ تنفيذها بداية من الموسم الثقافي الحالي. ويعدّ المركب الثقافي من المؤسسات التي لها تقاليد في الاحتفاء بصفة خاصة برموز الثقافة بولاية المنستير وبكامل الجمهورية التونسية عموما.
وتطرق بالمناسبة الباحث الجامعي حمادي الحلاوي في محاضرة بعنوان "نازك الملائكة رائدة القصيدة الحديثة" إلى الشاعرة العراقية الفذة التي مرت 100 سنة على ميلادها وتعتبر مؤسسة للشعر الحرّ أو قصيدة التفعيلة.
وأوضح أن نازك الملائكة برهنت عن سبب تفضيلها للشعر الحرّ، فهو يتسع إلى أفكارها وبسبب ضيق مجال القصيدة العمودية. واعتمدت كذلك التنظير في مدونتها النقدية وخاصة في كتابها "قضايا الشعر المعاصر" وقال انها بيّنت الأسباب التي جعلتها تختار هذا الاتجاه الشعري المتمرد نسبيا وهو ما لا يفهم عادة بالنسبة إلى نازك الملائكة التي لم تخرج كليا عن إطار القصيدة العمودية وإنّما خرجت من الوزن وأبقت التفعيلة والقافية التي تعتبرها الجوهر وفق تقديره.
وأضاف أن الشاعرة أقنعت الجميع بأنّها هي المؤسسة والرائدة والمبدعة بالرغم من أنّها أقرت أنّ هناك من سبقها في كتابة القصيد الحر قبل قصيدة "الكوليوا" وسنة 1947 قائلة إنّ ذلك لا يعتبر شعرا حرّا لاعتبار الشروط التي وضعتها.
وكانت هذه الشاعرة الكبيرة حريصة على التراث والهوية العربية ولم تكن لتخرج وتتمرد على كلّ الأشكال مما يجعلها ذات بعد عربي أصيل متمسكة بالأصول ومتفتحة في الآن نفسه على الحداثة حسب الحلاوي.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمسية تضمنت أيضا مداخلة للأستاذة نجوى المرشاوي بعنوان "تركيب الصورة الشعرية في قصائد نازك الملائكة"، وأخرى للأستاذة بشرى بسباس حول "لغة الشعر النسوي المعاصر، نازك الملائكة نموذجا" مع قراءات لقصائد لنازك الملائكة ومراوحات موسيقية مع نادي الطرب العربي بقيادة الأستاذة شيماء الخليفي.
