12/04/2019

المعرض التشكيلي التونسي البولوني..وتلتقي وجوه من التراث بمرايا حالمة.. فلا حدود للفن

هو معرض اللقاء بين مدارس تشكيلية تونسية بولونية مختلفة قد اتحدت في غير نفرة، جمعها عنوان الفن الذي لا يعرف الحدود، لتسود جمالية اللوحات بين ذاكرة الحنين والالوان الشرقية الغربية برواق يحي بتونس العاصمة ،اين توسط الحاضر الغائب الفنان الهادي التركي نبض اللوحات ليتصدر لونا تجريديا وعلامة وذاكرة راسخة وتجدد مستمر...

25 لوحة معروضة ل11 فنانا تشكيليا، بدت مشحونة بالألوان الوردية الحالمة لامرأة متحررة، لحرية دون قيود، لألوان قد انبنت على سيميولوجيا بصرية تحاكي جماليات الحياة، لذهنية غربية مرنة مشبعة بمعنى الحياة ونبضها، قابلتها تقاسيم تشكيلية لوجوه تونسية توشحت بقسمات التاريخ وعبق التراث وخطاب العلامات الرمزية

هكذا تراوحت اللوحات.. بين مرجعيات غربية وشرقية، وبين اداء فني مشبع بالألوان المائية الحالمة لتعبر رمزيتها الفنية عن استقلاليتها الاسلوبية و تحررها الذاتي خارج مقتضيات العرف، وبين لغة تشكيلية اختارت ملاذ الذاكرة اليومية وملامح الوجوه ،فتولد اللوحة من بساطة التاريخ اليومي المثقل بشتى الانفعالات.

وشكلت اللوحات أيضا لونا تشكيليا قد أغرق في الملامح الواضحة وتحرر من العلامات الرمزية والايحاءات الاسطورية، لينقل لنا علامة شكلية بقدر ما تحررت من الضوابط، بقدر ما عالجت وعيا جمعيا بالتاريخ وملامح الحاضر والعصر في المجتمعين، لتضحى اللوحات معالجة فنية بالألوان المشرقة لتفاصيل اليومي من ناحية، ومعالجة تذكارية لملامح وجوه تعكس حقبات تاريخية، وتؤسس في الآن نفسه لذاكرة الذات والخصوصية بعيدا عن الغموض الدلالي

فكل اللوحات، سكنتها تفاصيل الاضافة والإبداع والتقاط جمالي فني للسائد المألوف وتحويل اللحظة إلى ملمح تشكيلي يغازل شتى الالوان ويعانق المعنى الارحب للجمال ويحرك في المتمعن في اللوحة هاجس الرمز والتبشير بعوالم الابداع يتحول معه البصر الى نظر فني مستمر

وأفاد أمين عام اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، وسام غرس الله أن رواق يحي يحتضن اليوم معرضا للرسم البولوني المعاصر إلى جانب لوحات تشكيلية لفنانين تونسيين، مضيفا أن تنظيم هذا المعرض في صياغته الفنية المبنية على مدونة متنوعة من العلامات من بولونيا إلى تونس جعل منه تجربة فريدة في أوروبا.

وأشار الى أن الفنانين التشكيليين البولونيين جاؤوا إلى تونس في إطار الشهر الوطني للفنون التشكيلية في تونس، مؤكدا السعي إلى تنظيم هذا المعرض بصفة دورية، وذلك في اتجاه تجسير العلاقات الثقافية بين تونس وبولونيا وتكريس مفهوم الدبلوماسية الثقافية، مؤكدا في هذا السياق أنه سيتم تنظيم معرض مماثل ببولونيا في مطلع صائفة 2019.

 

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة