الٱن

08/12/2020

الطماطم المجفّفة التونسية : منتج ثمين يحتاج إلى الدعم والترويج داخل تونس وخارجها

تحتل بلادنا المرتبة العاشرة على الصعيد العالمي في إنتاج الطماطم الصناعية . وقد بلغ الإنتاج للوطني للطماطم أكثر من 1.2 مليون طن سنة 2020 . و تتميز الطماطم التونسية بالجودة العالية.

وشهد هذا النشاط تنوّعا متواصلا بفضل تقنيات المعالجة و التحويل التي تتطوّر وتزداد حداثة مع مرور الوقت ممّا يسمح أو ربّما يفرض إعادة التفكير في موقعها الاستراتيجي في سياسة التنمية الفلاحية خاصة من خلال تثمين إنتاجها المخصص للتجفيف. وتعرف الطماطم المجففة من قديم الزمان بخصائصها الغذائية ومذاقها الفريد .

وقد كانت وما زالت إلى اليوم تحظى باهتمام كبير من قبل المنتجين والمستهلكين وتفرض نفسها بقوّة في مطابخنا يوما بعد يوم.

وفي الوقت الحاضر يوجه ما يقارب 6 ٪ من إنتاج الطماطم التونسية للتجفيف أي حوالي 70 ألف طن سنة 2020. ويخصص الجزء الأكبر من الطماطم المجففة المنتجة في تونس للتصدير.

وعلى سبيل المثال فقد تم تصدير حوالي 90 بالمائة من إنتاج موسم2020 بعائدات تقدّر بـ 40 مليون دينار نحو عدة بلدان و وجهات أهمّها إيطاليا التي تحتل المرتبة الأولى ضمن البلدان المستوردة للطماطم التونسية المجففة إذ تستأثر لوحدها بحوالي 80 بالمائة من إجمالي الإنتاج.  

وخلال السنوات الخمس الأخيرة ارتفع تصدير الطماطم المجففة من 4000 طن سنة 2015 إلى 7000 طن سنة 2020 مسجّلا بذلك تطوّرا بنسبة 50 بالمائة.  

ومن أجل تمكينها من استعادة مجدها السابق لدى المستهلكين والترويج لاستخداماتها المختلفة تحظى الطماطم التونسية المجففة الآن بالدعم من أجل التثمين و مزيد التطوير ودفع نسق التسويق سواء في السوق المحلية أو في أسواق التصدير. وعلى هذا الأساس يعتزم مجمع صناعات المصبرات الغذائية (GICA) تنظيم حملة لترويج الطماطم المجففة التونسية لدى المستهلكين و التعريف بمختلف استخداماتها و فوائدها الصحية الكثيرة، و ذلك تحت إشراف وزارة الصناعة والطاقة والمناجم , بالتعاون هع مركز النهوض بالصادرات (CEPEX)وبدعم من مشروع تعزيز نفاذ المنتجات الفلاحية و المحلية للأسواق ( PAMPAT 2) المموّل من قبل كتابة الدولة للاقتصاد بسويسرا (SECO) والذي يتم تنفيذه في تونس من قبل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (ONUDI ) بالتعاون الوثيق مع وزارتي الصناعة والفلاحة .

نصف كمية الإنتاج تقريبا في الوطن القبلي تعتبر الطماطم عنصرا لا غنى عنه في عادات الطبخ في بلادنا ليس فقط لمذاقها الأصيل لكن أيضا لقيمتها الغذائية ( غنيّة بالألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة ...) .

وهي توجد في أنواع وأشكال مختلفة في تونس مما يسمح باختيارات متعددة في تحويلها على غرار الطماطم المركّزة والطماطم المقشّرة والطماطم المجففة وعصير الطماطم .

وتغطّي زراعة الطماطم ما لا يقل عن 4 ملايين و 800 ألف هكتار من مساحات الزراعة في العالم وهي بالتالي ثاني أنواع الخضر المستهلكة في العالم بعد البطاطا.

وقد أدخلت عادة زراعة الطماطم إلى بلادنا خلال حكم " عثمان باي " حوالي سنة 1600 ميلاديّا عن طريق الأندلسيين الأوائل الذين قدموا إلى بلادنا في ذلك العصر واستقرّوا في جهة الوطن القبلي وعلى ضفاف نهر مجردة .

وإلى وقت غير بعيد حافظت زراعتها على طابعها التقليدي حيث تزرع في حقول عائلية صغيرة وتعطي مردودا متوسّطا لا أكثر.   

أما في وقتنا هذا فإن زراعة هذه المادة الغذائية المهمّة تحتلّ موقعا استراتيجيّا خاصا في سياسة التنمية الفلاحية والزراعية في تونس.

وحسب أرقام وإحصاءات وزارة الفلاحة فإن ما لا يقلّ عن 10 آلاف فلّاح يشتغلون في زراعة الطماطم على مساحات تبلغ أكثر من 16 ألف هكتار سنة 2020 لإنتاج حوالي 1.2 مليون طن  .   

وتساهم زراعة الطماطم بشكل مباشر وواضح في تدعيم القطاع الصناعي التونسي بما أن 965 ألف طنّ وجّهت نحو التحويل خاصة انتاج الطماطم مضاعفة التركيز وغيرها من المصبرات الأخرى سنة 2020 .

وقد تجاوز هذا الرقم ما تم تسجيله سنة 2015 ( 930 ألف طن ) واعتبر آنذاك رقما قياسيّا. وبالإضافة إلى الوطن القبلي الذي يتميز بظروف مناخية ملائمة للإنتاج ( درجات الحرارة وكميات الأمطار وطبيعة التربة ...) أين يتم تحويل معظم الإنتاج بنسبة تفوق 37 بالمائة سنة 2020 فإن أهم مناطق الإنتاج في تونس هي سيدي بوزيد وباجة وجندوبة ومنوبة وقفصة وزغوان .

وتعتبر المرأة أهم عنصر فاعل في محطات التجفيف ( الفرز والتعبئة والتغليف ...) .

أما الحصول على طماطم مجففة فهو سهل جدا إذ يكفي قطعها إلى جزأين وإضافة الملح وتركها مدة معيّنة كي تصبح جافة وللحصول على كيلوغرام واحد من الطماطم المجففة فإننا نحتاج إلى ما بين 10 و 12 كيلوغراما من الطماطم الطازجة . وتوجد أنواع عديدة من الطماطم التي يمكن تخصيصها للتجفيف وهي معروفة إما بشكلها المميز وإما بلونها أو بنسبةالمادة الجافة فيها ولعلّ أهمّ هذه الأنواع هي الطماطم طويلة الشكل.  

أما منتجو الطماطم المخصصة للتجفيف فهم إما صناعيّون يقومون بأنفسهم بعملية التجفيف وإما فلاحون ينتجون حسب الطلب بعد اتفاق مع الصناعيين المعنيين من خلال تسويغ محطات التجفيف لفائدة هؤلاء الصناعيين .

وقد انطلق عديد المستثمرين في تثمين هذه المادة اعتبارا لقيمتها المضافة العالية التي تمكنها من النفاذ و حسن التموقع في عديد الأسواق الواعدة على غرار الأسواق البريطانية والفرنسية والألمانية التي يتزايد طلبها على الطماطم المجففة. قطاع موجّه بالأساس إلى التصدير يشهد قطاع الطماطم المجففة الذي يضمّ أكثر من عشرين وحدة مهيكلة نسقا تصاعديا مع تزايد الطلب على المنتجات المحلية.

وتستوعب السوق المحلية حوالي 20 بالمائة من الإنتاج. و يمكن الرفع من حجم الكميات المسوقة سواء بالسوق المحلية أو عند التصدير، وذلك بتوجيه القطاع نحو الجودة وتنويع المنتجات و استهداف أسواق جديدة.   

وقد اتضح من خلال ورشات التشخيص حول قطاع الطماطم المجففة التي نظمت في شهر فيفري 2020في تونس من قبل مشروع PAMPAT  بالتعاون مع وزارة الصناعة ومجمع GICA وبحضور حوالي ستين مشغّلا, أن القطاع يحتل المرتبة الثالثة من بين أهم المنتجات في مجال المصبّرات الغذائية التونسية بعد الطماطم مضاعفة التركيز والهريسة من حيث القيمة التصديرية .

اليوم يتجه القطاع اليوم بصفة أساسية نحو التصدير،وهو ما يفسر ارتباطه بقاعدة العرض والطلب من البلدان المنافسة والأسعار التي يحددها المورّدون. وعلى هذا الأساس يتوجب العمل على تطوير المنتجات النهائية و المراهنة على تنويع المنتجات و المستحضرات ذات الجودة العالية.

الاكثر قراءة