28/07/2023

الدورة 43 لمهرجان صفاقس الدولي: عرض عشاق الدنيا يخرج آلة المزود أيقونة الفن الشعبي التونسي من غياهب الذاكرة

 

 

استمتع جمهور مهرجان صفاقس الدولي، في سهرة الخميس، وانتشى بأريج عطور موسيقية عادت به الى فترة التسعينات والأغنية الشعبية "المزود" و"البدوي"، التي رغم مرور أكثر من 3 عقود من الزمن على رواجها لا تزال ساكنة في الذاكرة، وذلك مع العرض الفرجوي "عشاق الدنيا" لعبد الحميد بوشناق، التي تمت برمجته ضمن سهرات الدورة 43 لمهرجان صفاقس الدولي.

 ""عشاق الدنيا" ... هذا العرض الفرجوي للمخرج عبد الحميد بوشناق، هو عبارة عن كوميديا موسيقية امتزجت فيها فنون المسرح والرقص والغناء في لوحة فنية استلهمها، صاحبها من مسلسل النوبة بجزءيه الاول والثاني، يحدوه شوق العودة الى أصول الأغنية الشعبية المتجذرة لدى التونسيين، وليروي من خلالها قصة الصعود الأول لأرباب أو كما يقال باللهجة العامية التونسية "معلمية" فن "المزود" و"البدوي" على غرار "الهادي حبوبة" و"صالح الفرزيط" والراحلين "اسماعيل الحطاب" و"فاطمة بوساحة".

 "بالصلاة على النبي انطلق عرض "عشاق الدنيا"، عرض الحنين والذكريات على وقع رقصات الأجساد على وقع آلة "المزود" ودوي الطبل، في مزيج بين المسرح والغناء وتقنيات السينما لشخصيات مسلسل "النوبة".

وقد ازدان ركح المسرح الذي امتلأت مدارجه بالجمهور من كل الأجناس والأعمار قبل انطلاق العرض، بديكور يحيل المتفرج الى سنوات التسعينات من ذلك التلفاز كبير الحجم، والصناديق الموشاة بأجمل الرسومات، والدراجة الهوائية، و"الجلود" و"المرقوم" بألوانه الساحرة، وعبق البخور الفائحة رائحته في كل أرجاء المسرح الصيفي سيدي منصور. أجواء حملت الجمهور في رحلة ممتعة نحو الأغنية الشعبية الرائجة في سنوات التسعينات فرقص وانتشى على وقع أنغام آلة "المزود" والطبل.

وأبحر الحاضرون في... ذكريات الماضي واستمتعوا بأغان ساكنة في غياهب الذاكرة، من قبيل "ناري على الزينة" و"سيدي عبد القادر " للفنان الهادي حبوبة و"قالولي روح البراني" و"ارضى علينا يا للميمة" للفنان صالح الفرزيط، و"كي شبحت خيالك" و"ما زال صغير" و"يا نوار اللوز" للفنان لطفي بوشناق، و"يا الوردة" والأغنية الشعبية التراثية التونسية "على الجبين عصابة" للحبيب الشنكاوي، و"يا محبوبي"، و"يا ناس ما تلوموا قلبي علي نهواه" للفنان عبد الوهاب الحناشي، و"يا نجوم الليل " للفنان هشام سلام، و"بري فوت " و" جيب الواد الواد" للفنان "التليلي القفصي" وغيرها من أغاني "كافون" ومجموعة من أغاني الفنانة الشعبية التونسية الراحلة، " فاطمة بوساحة.

وقد جمع عرض " عشاق الدنيا " عشرات الممثلين على ركح المسرح من بينهم الشاذلي العرفاوي عزيز الجبالي وهالة عياد مهذب الرميلي والحسين محنوش وبلال سلاطنية وبلال البريكي واميرة الشبلي وياسمين الديماسي والبحري الرحالي وجهاد الشارني وهالة وريم عياد وريم الرياحي ومحمد السوسي. كما شارك في الغناء الفنان لطفي بوشناق وصالح الفرزيط وسمير لوصيف وهشام سلام والحبيب الشنكاوي اضافة الى حوالي 98 فردا.

وللإشارة فإن آلة "المزود" هي آلة نفخ تصنع من جلد الماعز وتخاط بالكامل على شاكلة قربة مغلقة تحتوي على ثقبين من الأعلى لنفخ الهواء بالفم عبر قصبتين، وتخرج من أسفلها قصبتان أخريان بخمسة ثقوب. ويصوغ "المزاودي" ما يريد من الألحان بأصابعه المتنقلة بين الثقوب بينما يضغط بذراعيه على الكيس المليء بالهواء وينفخ بفمه في الآلة.

وقد ظهرت هذه الآلة في تونس مطلع القرن العشرين، وترتبط بأغنيات عادة ما تثير نشوة ورقصا شعبيا، وتتغنى كلماتها بمواضيع جريئة ارتبطت بالأوضاع الاجتماعية والسياسية والهجرة والعنصرية في البلد، وهي من المواضيع المسكوت عنها، والتي عادة لا تروق للسلطة.وقد كان هذا النمط الموسيقي محظورا من القنوات الإعلامية الرسمية إلى حدود التسعينيات بأمر من السلطة القائمة.

 

 

 

 

 

الاكثر قراءة