أنغام في الذاكرة 2 لعبد الرحمان العيادي في مهرجان قرطاج: سهرة الحنين مع نخبة من أجمل الأصوات التونسية
بعد النجاح الفني الذي سجّله عرض "أنغام في الذاكرة" لعبد الرحمان العيادي خلال الدورة الماضية، واصلت الهيئة المديرة للدورة 57 من مهرجان قرطاج الدولي تسليط الضوء مجدّدا على جيل آخر من المطربين والملحنين والموسيقيين والشعراء الغنائيين الذين أثروا المشهد الموسيقي في تونس.
وتجدّد الموعد، الليلة الماضية (1 أوت) مع العرض الموسيقي "أنغام في الذاكرة 2" للمايسترو الأستاذ عبد الرحمان العيادي، من خلال تكريم مجموعة من الفنانين والمبدعين هم الشاعر علي اللواتي والفنان شريف علوي والموسيقي محمد غنية والملحن سليم دمق. وسجل الحفل حضور وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي وجمهور كبير من عشاق الأغنية التونسية الذين دفعهم الحنين إلى الماضي الموسيقي لاستعادة ذكريات هذه الأغاني الخالدة.
وأثث هذه السهرة الغنائية، وهي من إنتاج مهرجان قرطاج الدولي بالشراكة مع مسرح الأوبرا والفرقة الوطنية للمزسيقى بقيادة المايسترو المايسترو يوسف بلهاني، فنانون ينتمون إلى ثلاثة أجيال هم لطفي بوشناق وحسان الدوس وآية دغنوج، فأدوا أعمالاً خالدة من المخزون الموسيقي الوطني.
وكانت الإطلالة الأولى على الركح للفنان والملحن سليم دمق، فغنى من ألحانه وكلمات حبيب المحنوش "منامة" و"ما أقواه هواك" و"عندكش الصبر".
وعلى إيقاعات التصفيق، اعتلى الفنان شريف علوي الركح. وأدى رائعته "ديري لعقلك زيوانة" من كلمات الحبيب الأسود وألحان محمد علي الصفاقسي، ثم أغنية "يا دنيا" من كلماته وألحانه و"يا بحر" وهي من كلمات وألحان عبد الحكيم بلقايد. وبدا شريف علوي وفيا لتقاليده على الركح منذ بداياته، فهو يتماهى جسديا مع الأغنية ويقدمها بأسلوب مُمَسرح فريد في تناغم تام وانسجام مع أحاسيسه ووجدانه.
واستقبل جمهور قرطاج الفنان لطفي بوشناق بحفاوة، فاستمتع بأغنيتيْ "بيدي جمعت النوار" و"ريتك ما نعرف وين" اللتين كتبهما له الشاعر علي اللواتي ولحّنهما الفنان أنور براهم. وختم لطفي بوشناق إطلالته بتأدية أغنيته "يا الخضراء".
وأقبل العازف الموسيقي محمد غنية حاملا معه آلته الموسيقية "تشيللو"، فتوسط الركح وشنف آذان الحاضرين بمهاراته في العزف على هذه الآلة أغنية "يا مسافر وحدك" لمحمد عبد الوهاب و"يا دار الحبايب" للهادي قلال.
وأما الفنانة الصاعدة آية دغنوج، فكانت إطلالتها الركحية مميزة وهي تؤدي بصوتها الذهبي "متشوقة" من كلمات حسين محنوش وألحان سليم دمق و"تناديني وأناديك" للشاعر علي اللوتي وألحان أنور براهم و"قالولي جاي" وهي من كلمات حبيب المحنوش وألحان سليم دمق. ثم قفلت حضورها بأداء أغنية "ناقوس" من تراث جهة الكاف.
واختتمت السهرة مع الفنان حسان الدوس الذي أطلّ على الركح بغيتاره، فغنى تكريما للشريف علوي "وينك يا غرامي" وهي من كلمات مراد بلخير وألحان شريف علوي و"شمسك طالعة" من كلمات شريف علوي وألحان محمد علي الصفاقسي، ليكون مسك الختام مع أغنيته الخاصة "طاير" التي يتغنى فيه الدوس بتونس وثقافتها وحضارتها الموغلة في التاريخ.
