وزيرة المالية تدعو الى ضرورة اصلاح النظام المالي العالمي ليراعي خصوصيات الدول الافريقية
دعت وزيرة المالية، سهام البوغديري نمصية، لدى اشرافها، امس السبت، على افتتاح اجتماع الوزراء في اطار اشغال الدورة 7 للجنة الفنية المتخصصة في المالية والشؤون النقدية والتخطيط الاقتصادي والاندماج بالاتحاد الافريقي، الى ضرورة اصلاح النظام المالي العالمي ليراعي خصوصيات الدول الافريقية.
وبينت نمصية خلال هذا اللقاء الذي ينعقد هذه السنة تحت شعار "تعزيز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي والسياسات القطاعية في افريقيا: التحديات والفرص وأولويات السياسات من اجل النمو الشامل والتنمية المستدامة"، ان التحديات الاقتصادية والمالية التي عرفتها القارة الافريقية خلال الفترة الأخيرة والناجمة خاصة عن التوترات والصدمات الخارجية على اقتصاديات بلدانها، وبالرغم من استعادة القارة لبعض مؤشرات النمو الاقتصادي منذ سنة 2021، فإنها تبقى دون المستوى المأمول في دفع نسق النمو وخلق مواطن الشغل وتخفيف مستويات الفقر.
واكدت الوزيرة امام الحضور من وزراء المالية والشغل ومحافظي البنوك المركزية في القارة الافريقية، "ضرورة تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي والسياسات القطاعية بما في ذلك سياسات المالية العمومية والسياسة النقدية والاستثمار في العنصر البشري والتكنولوجيات الحديثة ومجابهة التدفقات المالية غير المشروعة"، وفق بلاغ نشرته الوزارة مساء السبت.
واستعرضت في هذا الاطار التجربة التونسية، مبينة "ان تونس بتاريخها العريق وموقعها الجيوستراتيجي لم تكن بمنأى عن هذه التحديات، غير انها وضعت منذ 25 جويلية 2021 مسالة انعاش اقتصادها وتدعيم دورها الاجتماعي في جوهر أولوياتها بالاعتماد على استراتيجية متعددة الابعاد وبالتنسيق بين كل المتدخلين الاقتصاديين".
وتابعت الوزيرة بقولها: "ان تونس أثبتت، بذلك، انه يمكن إيجاد حلول اندماجية حتى في الفترات الصعبة والازمات حيث وضعت تونس مجموعة من الإصلاحات و المبادرات نابعة من اختياراتها الوطنية التي ترتكز أساسا على إعادة إرساء دولة القانون وتنمية المنافسة ومقاومة الفساد وتحقيق نمو شامل ومستدام مع ضمان السلم الاجتماعي".
وابرزت "ان تونس ملتزمة بالإصلاحات التي تراعي سيادتها وانتظارات شعبها والتعويل على الذات من اجل تحقيق أهدافها التنموية وذلك خاصة عبر وضع نظام جبائي عادل وانجاز استثمارات استراتيجية في القطاعات ذات الأولوية و في العنصر البشري الى جانب تنويع العلا قات مع الشركاء الدوليين و الانفتاح على الخارج و الاستفادة من تجارب الدول الأخرى" .
و اجرت الوزيرة على هامش اجتماعات الدورة السابعة للجنة الفنية المتخصصة محادثات مع عدد من الوزراء، حسب المصدر ذاته.
وكان لها لقاء مع نائب الرئيس التنفيذي الأول للبنك الافريقي للتوريد والتصدير، دنيس دنيا، حيث تمحورت المباحثات حول واقع وسبل تدعيم التعاون المالي مع المؤسسة المالية الافريقية.
كما التقت الوزيرة بالامينة التنفيذية المساعدة للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، حنان مرسي، التي تناولت معها ضرورة دعم وتعزيز التعاون بين بلادنا وهذه المؤسسة.
وكان لنمصية، كذلك، لقاء مع انائب رئيس البنك الافريقي للتنمية المكلف بالحوكمة، كيفين شيكا اوراما، تمحور حول تعزيز وتدعيم التعاون المالي مع هذا البنك الافريقي العريق.
وتجدر الإشارة، الى ان فعاليات الاجتماع الوزاري للدورة السابعة للجنة الفنية للاتحاد الافريقي المتخصصة في المالية والشؤون النقدية والتخطيط الاقتصادي والتكامل، تحتضنها تونس العاصمة من 3 الى 7 جويلية 2024.