وزيرة الأسرة في افتتاح المنتدى الإفريقي حول المرأة والسّلام والأمن: الاستدامة الحقيقيّة للقرار 1325 لن تتحقق إلا بالتّضامن بين الدول الإفريقية
انطلقت، صباح اليوم الثلاثاء بمقر الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس، أشغال الدورة السادسة للمنتدى الإفريقي رفيع المستوى حول المرأة والسّلام والأمن، تحت شعار "25 سنة على قرار مجلس الأمن 1325: تعبئة الدبلوماسية متعدّدة الأطراف لتعزيز أجندة المرأة والسّلام والأمن في إفريقيا في ظلّ نظام عالمي متحوّل".
وأكدت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن أسماء الجابري، في كلمة افتتاحية لهذا الحدث الافريقي الذي تحتضنه تونس على مدى يومين، ان هذا المنتدى الإفريقي يشكّل منصة قارية هامّة لتثمين الإرث الجماعيّ ومراكمة الجهود المبذولة خلال العقدين الماضيين لفائدة المرأة الإفريقيّة، ومحطّة أساسيّة للتقييم الموضوعي والنّقد البنّاء، بما يسمح بإعادة النظرِ في الأدوات والمقارباتِ وتطويرِها باعتمادِ آليات مبتكرة تسهم في مزيد النهوضِ بواقع النّساء والفتيات، لا سيّما أمام ما يواجه العالم والمنطقة من تحديّات ورهانات جديدة ومستجًدّة على غرار تداعيات التحوّل الرقمي والتغيّرات المناخيّة وتنامي أوجه العنف والتطرّف.
وذكرت بان تونس اعتمدت الخطّة الوطنية الأولى لتنفيذ القرار 1325 للفترة الممتدّة بين 2018 و2022، وفق مقاربة تشاركيّة جمعتْ مختلفَ الهياكلِ الحكومية والجمعيّاتِ ذات العلاقة، مضيفة إنه وبالاستناد إلى نتائج تقييم الخطّة الأولى، انطلقت الوزارة مؤخرا في إعداد الخطة الوطنية الثانية باعتماد منهجية تشاركيّة مع مختلف الهياكل الحكومية والجمعيات ذات العلاقة، وذلك مع الحرص على تكييف الخطّة الجديدة مع التّحولات على المستوى الوطني والدولي.
وتهدف الخطة الوطنية الثانية إلى تعزيز المشاركة الفاعلة للمرأة التونسية في القطاعات الأمنية والعسكرية والدبلوماسية والديوانية ومزيد دعم المشاركة السياسية والعامّة للنّساء ودعم صمودهنّ وأدوارهنّ في بناء مُقوّمات السلم وتطوير قدراتهنّ الوقائيّة فضلا عن تعزيز الآليات المؤسّساتية الداعمة للمساواة والدافعة بدور المرأة في الأمن والسلم والوقاية والحماية من العنف والتمييز وضمان النفاذ إلى العدالة.
وخلصت الوزيرة الى ان الاستدامة الحقيقيّة للقرار 1325، لن تتحقق إلا من خلال القيادة المشترَكة، والتّضامن بين الدول الإفريقية، وتبادل الخبرات، وتوظيف النجاح كرافعة للتقدّم الجماعيّ، مشددة على ان تنفيذ القرار 1325 هو خيار استراتيجي يعكس رؤية تشاركيّة متكاملة لبناء مجتمع أكثر عدْلا وشمولا وإنصافا.
ويهدف المنتدى الإفريقي رفيع المستوى حول المرأة والسّلام والأمن، الى تعزيز الإرادة السياسية الجامعة وحشد الشّراكات متعدّدة الأطراف، لرسم مسار العقد المقبل من تنفيذ الأجندة للفترة القادمة 2026 – 2035 وبُلوغِ أهداف الأجندة الافريقية 2063، في إطار ديناميكيّة إفريقيّة جماعيّة تدعم مسارات العمل الافريقيّ المشترك وتعزّز فرص الشّراكة والتّعاون وتبادل الخبرات بين دول القارّة.
ويشارك في هذا المنتدى كل من وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج ووزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن وممثلون عن عدد من الحكومات وعن هيئة الأمم المتحدة للمرأة والاتحاد الإفريقي فضلا عن مجموعة من المنظّمات الدّولية والإقليمية، وخبراء في مجال القيادات النّسائية والشّبابية.















