06/12/2021

منظمة هنديكاب إنترناسيونال: حوالي 40 عاما في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة والفئات السكانية الهشة

سجلت منظمة "هنديكاب إنترناسيونال" حضورها في كل من تونس والمغرب وليبيا منذ بداية تسعينات القرن الماضي من خلال التدخل في حالات التمييز والإقصاء التي يتعرّض لها الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف أنواعها ومساعدة الفئات السكانية الهشة من أجل عالم متضامن يشمل كافة الفئات و يمحو كافة الاختلافات.

وتعمل منظمة "هنديكاب إنترناسيونال " (HI) منذ ما يقارب من 40 عاما لتلبية الاحتياجات الأساسية لهذه الفئات وتحسين ظروفهم المعيشية وتعزيز احترام كرامتهم وحقوقهم. وبمناسبة اليوم العالمي للمعوقين يوم 3 ديسمبر من كل سنة أقامت منظمة "هنديكاب إنترناسيونال " 2021 ندوة صحفية بمقر النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بحضور العديد من شركائها الذين تعمل معهم من أجل تحسين الظروف المعيشية للأشخاص ذوي الإعاقة في تونس على غرار وزارة الشؤون الاجتماعية والوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل والمنظمة التونسية للدفاع عن حقوق للأشخاص ذوي الإعاقة.

وقد وقع الاحتفاء بهذا اليوم بالنسبة لهذه السنة تحت شعار: " نحو قيادة ومشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في بناء عالم ما بعد كوفيد - 19 دامجا ومستداما ومتاحا للجميع ". . وتقدّر منظمة الصحة العالمية اليوم أن ما لا يقل عن مليار شخص في العالم من ذوي الإعاقة ( بمختلف أنواعها ) أي حوالي 15 من سكان العالم.

وبالرغم من أن هذه الفئة من الناس ما فتئت تكتسب حقوقا جديدة مع مرور الزمن فإن الكثير من العمل يبقى ضروريا من أجل أن يتمتّع ذوو الإعاقة بالمساواة في تكافؤ الفرص وفي الإنصاف وأن يشاركوا الآخرين ويتمتّعوا معهم ببيئة اجتماعية على قدم المساواة. وتفيد الإحصاءات الواقعية بأن أقل من 20 بالمائة من ذوي الإعاقة يعملون وبأن أكثر من 50 بالمائة من الأطفال ذوي الإعاقة لا يواصلون تعليمهم الابتدائي. وحسب تقرير دولي حول الإعاقة في العالم أنجز من قبل منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي ونشر يوم 2 ديسمبر 2021 فإن عدد الأشخاص المصابين بأحد أنواع القصور ما فتئ يتصاعد.

وبالإضافة إلى ذلك فإن الأشخاص ذوي الإعاقة عادة ما تكون لديهم صعوبات في النفاذ إلى الرعاية الصحية والتعليم والعمل في الحالات العادية . وقد تفاقمت هذه الحالة مع جائحة كوفيد - 19 لتسوء أكثر فأكثر. وبالرغم من كافة الصعوبات فإن منظمة "هنديكاب إنترناسيونال " التي انطلقت في تدخلها بمنطقة المغرب العربي مع بداية تسعينات القرن الماضي مثلما أشرنا في البداية ما زالت تواصل تنفيذ مشاريعها وتسجل دعمها للأشخاص ذوي الإعاقة والفئات الهشّة في تونس والمغرب وليبيا وهي البلدان التي صادقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

 ورغم الانجازات المسجلة هناك عمل كبير يجب القيام به من أجل ضمان ظروف العيش الكريم لهذه الفئات . ولمجابهة الإقصاء والتهميش اللذين تتعرض لهما هذه الفئات في حياتها اليومية تعمل فرق منظمة "هنديكاب إنترناسيونال " في بلدان المغرب العربي وبقية أنحاء العالم من أجل عالم أكثر تضامنا من خلال عمليات مختلفة منها :

- مرافقة منظمات المجتمع المدني من أجل تعزيز قدراتها على غرار المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي تبقى عنصرا مهمّا وفاعلا رئيسيا في الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في تونس.

- مرافقة أشخاص ذوي إعاقة من أجل إنشاء مشاريع مؤسسات صغيرة على غرار " فاروق " الذي بعث مشروع مطعم بقابس ( تونس)

- مرافقة أشخاص ذوي إعاقة منتدبين في مؤسسات اقتصادية خاصة لتثبيت عملية إدماجهم وضمان ديمومتها على غرار ما حدث بمؤسسة "Mersen " ببن عروس أو مؤسسة " IBL " ببنزرت اللتين تشغّلان العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة. - الدعوة إلى الاعتراف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيزها واحترامها : حق النفاذ إلى التعليم والصحة والخدمات مثلما هو الحال في تونس حيث عملت المنظمة من أجل مراجعة قانون الانتخابات الوطنية. وحسب بيان صحفي في كل من تونس والمغرب وليبيا فقد تلقى 14323 شخصا مساعدة أو خدمة بشكل مباشر في إطار مشروع تنفذه منظمة " هنديكاب إنترناسيونال" وشركاؤها واستفاد حوالي 67000 شخص بشكل غير مباشر من أعمال المنظمة وشركائها. و يظل اليوم التزام منظمة "هنديكاب إنترناسيونال " وبرنامج تدخلاتها بالمغرب العربي قائما كما هو مثلما يتضح من خلال استراتيجيتها للفترة 2022- 2025 التي تهدف إلى تحسين الوصول إلى خدمات عالية الجودة وبيئة واقية وإلى فرص العيش المستقل للأشخاص ذوي الإعاقة والأشخاص الذين يعيشون في وضعيات هشة.

ويبقى تحقيق هذه الأهداف مرتبطا بتطبيق مقاربات شاملة على جميع المستويات وبالعمل التنسيقي بين الجهات الفاعلة من أجل إحداث فارق حقيقي وناجع.

 

 

 

  

الاكثر قراءة