01/05/2019

مركز تونس لحرية الصحافة: التوجه السياسي يرتهن الخط التحريري لبعض المؤسسات الإعلامية

خلص التقرير السنوي لواقع الإعلام في تونس الذي قدمه مركز تونس لحرية الصحافة، اليوم الأربعاء خلال ندوة صحفية بالعاصمة، إلى أن التوجه السياسي يرتهن الخط التحريري لبعض المؤسسات الإعلامية في تونس العمومية والخاصة.  

وقد أكدت نتائج دراسة علمية أعدها المركز بخصوص تعاطي عدد من مؤسسات الإعلام (المكتوب والسمعي والبصري العمومية منها والخاصة) مع الحراك الاحتجاجي في تونس، سعيا لشيطنة هذا الحراك بالاعتماد على أداء هذه المؤسسات في فترات ذروة الاحتجاجات خلال شهر جانفي بالنسبة لسنوات 2016 و2017 و2018.  

وأوضح الباحث المختص في مجال علم الاجتماع الإعلامي قيس تريعة الذي قام بإعداد هذه الدراسة السيميوسوسيولوجية أنها اعتمدت على تفكيك الرموز والكلمات والدعوات لاستبطان مشهد الحرق والنهب لتصبح كلمة احتجاج مرتبطة بكل ما سلبي وهو ما ساهم في توجيه الرأي العام نحو رفض الاحتجاجات مهما كانت أهدافها.  

وأضاف أن الدراسة تناولت 1800 تقرير اخباري متعلق بالاحتجاجات في ذروة الاحتجاجات في الفترات الممتدة بين 20-25 من شهر جانفي سنة 2016 و11-19 من شهر جانفي سنة 2017 و7-16 من شهر جانفي سنة 2018 مشيرا إلى أنها كشفت عن وجود شيطنة للاحتجاجات ودعوات غير مباشرة للمتلقي بهدف دفعه لتبني رأي معارض للاحتجاجات سنة 2016 مقابل تمييع وتجاهل الحراك الاحتجاجي وتراجع التعاطي مع أخباره سنة 2017 فيما شهدت سنة 2018 عودة قوية لاستعمال مصطلحات داعية لاتخاذ موقف معارض للاحتجاجات واستعمال مصطلحات داعية للتهدئة.  

من جانبه قدم العضو المؤسس بالمركز معز الباي نتائج استطلاع رأي قام به المركز شمل 125 صحفيا وصحفية من مختلف المؤسسات الإعلامية بخصوص رؤيتهم لحيادية الأداء الإعلامي سنة 2018 مشيرا إلى أن الاستطلاع أفضى إلى أن 92 بالمائة من المستجوبين يرون أن الإعلام التونسي لم يكن محايدا في تعاطيه مع الأزمات السياسية والاجتماعية مبررين ذلك بوجود ضغوطات "اقتصادية" و"سياسية" على الصحفيين (56 بالمائة و41 بالمائة على التوالي).  

في مقابل ذلك اعتبر أغلب المستجوبين أن الإعلام العمومي كان أكثر حيادا سنة 2018 بنسبة 84 بالمائة منهم وهو ما فسره رئيس المركز محمود الذوادي بتمتع صحفيي مؤسسات الإعلام العمومي بسقف حرية مرتفع إلى حد ما بالإضافة إلى وجود وعي صلبها بالنأي عن الضغوطات السياسية والاقتصادية.  

وبعد ان تحدق عن "الوضع المزري" الذي تعيشه صحيفة لابراس العريقة حذر الذوادي من وجود مساع لتخريبها وتفليسها.كما تطرق إلى وضعية قناة الزيتونة للقرآن الكريم التي تم اتخاذ قرار بالحاقها بالمرفق العام للنأي بها عن التجاذبات الحزبية ولم يتم تفعيله إلى حد الآن ما أدى إلى حالة من الاحتقان داخلها بعد طرد عدد من الصحفيات.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة