غالية بنعلي تغوص في عالمها الروحاني على مسرح قرطاج وتحمل الجمهور معها في رحلة طربية بامتياز

في إطلالة غجرية حافية القدمين، اعتلت الفنانة التونسية غالية بنعلي ركح مسرح قرطاج مساء الخميس، في إحدى أهم سهرات الطرب ضمن فعاليات مهرجان قرطاج الدولي في دورته الخامسة والخمسين.

استعدت الفنانة غالية بن علي لهذا العرض منذ غنائها في مدينة الثقافة بتونس في أواخر شهر فيفري المنقضي لتصافح جمهور قرطاج لأول مرة.

واستهلت غالية بنعلي عرضها الموسيقي الروحاني بأغنية "يا مسافر وحدك" للموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب، وهي إحدى أهم الأغنيات التي اشتهرت بها غالية بنعلي في توزيع جديد يتماشى مع أسلوبها الغنائي المنفرد والمتميز.

قدمت الفنانة التونسية نصوصا شعرية باللغة العربية ومختارات من أغاني كوكب الشرق أم كلثوم من بينها أغنية "ألف ليلة وليلة" لترحل بنا غالية بنعلي إلى عالم الزمن الجميل والموسيقى الطربية الأصيلة.

وغنت من التراث التونسي للفنان الراحل الهادي الجويني علاوة على تقديمها لأغنية "يا ورد أنا في انتظارك " للمطربة الكبيرة ملك محمد وأغنية من ألحانها بعنوان "تجلى الحب".

ومن انتاجاتها الخاصة قدمت غالية بنعلي أغنية " سيدي بابا" التي صدرت سنة 2007 ضمن ألبوم روميو وليلى.

وكان من بين أهم الحاضرين لهذا العرض الموسيقي وزير الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة سليم الفرياني ووزير التجارة عمر الباهي والمنتجة السينمائية درة بوشوشة والسفير الفرنسي بتونس أوليفي بوافر دارفور .

وفي هذه السهرة الرائعة التي حملت عنوان "حضرة وصل"، برز أعضاء الفرقة الموسيقية بإمكانياتهم العالية على العزف على مختلف الآلات الوترية والايقاعية، من بينهم الأخوان الغربي من تونس الى جانب عازفين أجانب من السينغال وبلجيكا ومصر.

واعتبرت غالية بنعلي هؤلاء العازفين مثال يحتذى به لأن أغلبيتهم من ذوي مناصب عالية في قطاع الثقافة واختاروا في نفس الوقت العزف والغناء لتنقية أذهانهم على حسب تعبيرها .

استمتع الجمهور بالعرض الموسيقي الروحاني، وتفاعل مع رقصات غالية بنعلي واندماجها مع الموسيقى على المسرح الروماني بقرطاج الذي لطالما كان مصدر إلهام للفنانين.

وكانت غالية بنعلي منغمسة في الغناء وقدمت كل ما تملك من طاقة وحب لتبعث في نفوس المتفرجين الطمأنينة والراحة. تراها مرة ترقص في انسجام تام مع نفسها والموسيقى ومرة أخرى تغني وهي مغمضة عينها كأنها في عالم آخر غير مرئي.

هي فنانة متشبعة بالفن وبالأنماط الموسيقية المختلفة تصقل ما اكتسبته على مر السنين من مواهب ومعارف وثقافات في لوحات فنية غنائية روحانية بالأساس. ومع انفتاحها على ثقافات وعوالم مختلفة تحمل غالية بنعلي رسالة عبر فنها مما يجعلها تشعر أنها سفيرة الغناء العربي وفق تصريحات لها وهي دائما ما تؤمن بالخصوصية بالمعنى الفلسفي للكلمة.

ستكون هذه السهرة الطربية الوجدانية انطلاقة وتتويجا في الوقت نفسه للفنانة والممثلة التونسية غالية بن علي التي ستبقى دائما متشوقة للعودة إلى جمهور مسرح قرطاج الروماني.