الٱن

11/11/2020

صابة القوارص على خطى قطاع التمور، إشكاليات قي الترويج وانهيار الأسعار

تواجه صابة القوارص لموسم 2019/2020، على غرار صابة التمور والتفاح والرمان،عدة صعوبات وإشكاليات لا سيما على مستوى الترويج الداخلي بسبب عدم وضوح الرؤية في شراء المنتوج من على رؤوس الأشجار

وتغذي تداعيات جائحة كورونا تخوفات الفلاحين من عدم إقبال كبار المنتجين والمروجين على اقتناء الصابة الوفيرة ما يهدد بانهيار الاسعار وبالتالي مواجهة الفلاحين لصعوبات مالية.

وأثار رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل، عماد الباي، جملة من الإشكاليات والصّعوبات التي تواجه موسم القوارص على مستوى الترويج الداخلي والتصدير.

وقال الباي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، إنّ ابرز إشكالية تعترض صابة القوارص لهذا الموسم تتمثل في العزوف عن شراء القوارص على رؤوس الأشجار أو ما يعرف "بالتخضير"، إذ انه جرت العادة في هذه الفترة من كل الموسم أن تتقدم عملية التخضير بنسبة 80 بالمائة غير أنها لم تتقدم سوى بـ 20 بالمائة في هذه الفترة.

وبرّر هذا العزوف بتداعيات جائحة كورونا التي جعلت المشترين ينتظرون مآل تطور الفيروس وتأثيره على نسق التصدير، مؤكدا انه عاين عمليات شراء المنتوج من على رؤوس الأشجار بنصف الثمن ما يؤدي، وفق رأيه، الى تدهور أسعار الإنتاج.  

   وأقرّ المتحدث، بخصوص الحالة الصحية لغابات القوارص، بوجود عدّة أمراض تهدد القوارص من أهمها بعض الفطريات على غرار التبقع الأسود الذي شوه حجم الثمار واثر بشكل كبير على نسق التصدير، إذ لم تتمكن تونس من تصدير سوى 7 ألاف طن فقط من برتقال المالطي إلى فرنسا مقابل معدلات سنوية تتجاوز 15 ألف طن، بيد انه أفاد انه تمّ تدارك الوضعية خلال الموسم الحالي من خلال تكثيف المداواة.  

كما تطرق الباي، إلى مسالة النقص الكبير في الأمطار التي أثرت على مستوى الأحجام وهو ما يعيق قبول المنتوج في أسواق نسق التصدير .  

واقترح رئيس التحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بنابل، من جهة أخرى، على سلطة الإشراف، الإسراع بانجاز الدراسات الفنية لسوق الإنتاج بمنزل بوزلفة المخصص لترويج البرتقال على غرار سوق الإنتاج بسدي بوزيد وإعادة فتح الأسواق .

أما على مستوى الترويج فقد دعا الى مضاعفة الجهود من اجل الحفاظ على موقع تونس في السوق الفرنسية (المالطي) بالإضافة إلى ايجاد حل سريع لفتح الحدود مع ليبيا التي تستوعب العديد من أصناف الغلال التونسية.

صابة القوارص ترتفع الى 440 الف طن بزيادة 20 بالمائة هذه الموسم    وعن التقديرات الأولية لصابة القوارص لموسم 2020/2019، أفاد رئيس المصلحة التجارية بالمجمع المهني المشترك للغلال، طارق تيرة، أنها تقدر بـ 440 ألف طن مقابل 367 ألف طن في الموسم الفارط، اي بزيادة بنسبة 20 بالمائة

وشمل التحسن في كل الأصناف على غرار المالطي الذي يمثل حوالي 25 بالمائة من الإنتاج الجملي إذ سيكون إنتاج المالطي في حدود 132 ألف طن بزيادة ب 21 بالمائة بالمقارنة مع الموسم الماضي.

وشمل التطور، أيضا، صنف "الكلمنتين" بإنتاج يناهز 80 ألف طن وتسجيل تحسن هام في أصناف "الطمسون" بـ 35 بالمائة بإنتاج يناهز 130 ألف طن

   ولاحظ تيرة ، أنّ أصنافا جديدة دخلت للسوق على غرار عدة أصناف من البرتقال الطمسون (النافال) وصنف "الكلمنتين ماريسول" (ذات اللون الأخضر) وهي بدرية ويقع ترويجها منذ شهر أكتوبر.  

   عزوف عن اقتناء المنتوج

واكد تيرة، في تبيان الصعوبات المتوقعة لهذا الموسم، التخوفات من انعكاسات جائحة كورونا كما كان الحال للتمور والرمان والتفاح بتسجيل تراجع في الطلب على الإنتاج للبيوعات على رؤوس الأشجار وحصول ضبابية على مستوى البيع والتصدير ما جعل حصول نوع من العزوف على اقتناء الإنتاج. وتوقع تجاوز الوضعية بسبب توفر منتوج جيد من الناحية الصحية التي تدعم مناعة الجسم.

وتستوعب السوق المحلية حوالي 370 ألف طن فيما يتجاوز معدل استهلاك التونسي من القوارص 40 كلغ سنويا خلال فصل الشتاء، وفق ذات المصدر.

ويشتغل المجمع المهني المشترك للغلال من اجل تفادي هذه الصعوبات، وفق المسؤول، على انجاز حملات ترويجية للتشجيع على مزيد استهلاك القوارص من ذلك إمكانية إمضاء اتفاقية شراكة مع عدد من المساحات التجارية لترويج البرتقال بأسعار مدروسة ومناسبة بالإضافة إلى سعيه لإعداد معلقات اشهارية تظهر المنافع الصحية للقوارص الغنية بالفيتامينات.

      جلسات عمل لدفع التصدير

   وعلى مستوى التصدير، يشتغل بالتعاون مع المهنة على حسن إعداد موسم التصدير من خلال تنظيم جلسات عمل عن بعد مع الشركاء في السوق الفرنسية والتركيز أيضا على السوق الليبية، موضحا أن عملية التصدير باتجاه دول الخليج انطلقت في الفترة الماضية لكن الحجم ليس كبيرا.

وتصدر تونس أساسا صنف البرتقال المالطي إلى السوق الفرنسية بمعدل يفوق 15 ألف طن سنويا .

وأشار المسؤول الى ان البرتقال يحظى بدعم للتصدير مثل بقية الغلال الأخرى، بنسبة تصل الى 50 بالمائة من النقل الجوي. ولفت الى ان الناقلة الوطنية للنقل البحري، اي الشركة التونسية للملاحة، رفعت في كلفة النقل البحري عبر إضافة معاليم جديدة بنسبة 15 بالمائة مشيرا الى انه سيتم الجلوس مع الأطراف المتدخلة (الديوانة والوسطاء والنقل الدولي ومركز النهوض بالصادرات) لإيجاد الحلول للضغط على الكلفة.

وينطلق موسم تصدير البرتقال المالطي الى السوق الفرنسية خلال النصف الأول من شهر جانفي من كل سنة مع الأخذ في الاعتبار درجة نضج البرتقال.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة