تونس صوت السلام: مؤتمر دولي لحماية المدنيين وتعزيز مهام حفظ السلم العالمي

انطلق اليوم في تونس المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول دور القوات المسلحة في حماية المدنيين ضمن مهام حفظ السلام،المؤتمر الذي جمع أكثرمن 80 مشاركًا من عسكريين ومدنيين ومسؤولين سامين يمثلون 13 دولة وهيئات دولية ومنظمات إقليمية نظمته وزارة الدفاع الوطني بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة.

ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على قضايا حماية المدنيين في مناطق النزاعات، في ظل تصاعد الأزمات والحروب، وتأكيد أهمية التعاون الدولي لوضع تصور مستقبلي يعزز قدرات عمليات حفظ السلام كآلية إنسانية أساسية.

كما يشكل فرصة لتعزيز مكانة تونس على الساحة الدولية باعتبارها شريكًا فاعلًا في دعم جهود حفظ السلم العالمي، ويدعم أيضًا العلاقات الثنائية مع المنظمات الأممية في هذا المجال.

وسيُتوّج المؤتمر بإصدار وثيقة مرجعية بعنوان "إعلان تونس"، تمثل إطارًا جامعًا للمبادئ التوجيهية والمعايير العملية المتعلقة بحماية المدنيين في النزاعات المسلحة، مع التركيز على مفاهيم القانون الدولي الإنساني وترسيخ مبدأ المسؤولية المشتركة.

كما يسعى المؤتمر إلى إنشاء منصة رقمية دولية متخصصة لتبادل المعلومات والخبرات وتعزيز التعاون بين الدول والمنظمات الدولية، إضافة إلى إطلاق مبادرة تدريبية إقليمية تهدف إلى تطوير القدرات البشرية في مجال حفظ السلام عبر دورات متخصصة وورش عمل تطبيقية.

وتأتي هذه المبادرة استنادًا إلى سجل تونس الحافل في مجال عمليات حفظ السلام الأممية، حيث تعد من بين الدول الرائدة عالميًا في هذا المجال. ومنذ أول مشاركة لها سنة 1960 بجمهورية الكونغو الديمقراطية، شاركت تونس في 26 مهمة أممية تحت راية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وأرسلت أكثر من 14,000 عسكري لأداء مهام حفظ السلام.

وتواصل تونس اليوم أداء دورها الإنساني من خلال بعثة نشطة في جمهورية إفريقيا الوسطى تضم وحدة تدخل سريع ووحدة طبية ميدانية، فضلًا عن مشاركة طائرات مروحية عسكرية في مهام الإسناد الجوي.

كما تشارك بـ34 ضابطًا ضمن بعثات أممية في إفريقيا الوسطى والسودان وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية.

وقد نالت القوات التونسية إشادة دولية بفضل التزامها الصارم بالعمل العسكري والإنساني الميداني، وحرصها على احترام حقوق الإنسان، وتميّزها بالانضباط والاحترافية، إلى جانب إيمانها الراسخ بقيم السلم العالمي وإرساء دعائم السلام.