الٱن

24/06/2024

تونس تحيي الذّكرى الثامنة والستين لانبعاث الجيش الوطني

تحيي تونس، اليوم الإثنين، الذكرى الثامنة والستين لانبعاث الجيش الوطني، الذي تأسس في 24 جوان 1956.

وأبرز رئيس الجمهورية قيس سعيد القائد الأعلى للقوات المسلحة، في موكب انتظم اليوم الإثنين بقصر قرطاج بهذه المناسبة، المجهودات التي تبذلها القوات المسلحة العسكرية في كلّ المجالات، من ذلك مكافحة الإرهاب والهجرة غير النّظامية والصّحة والنّجدة وتأمين الامتحانات الوطنيّة والمواعيد الانتخابية، فضلا عن مشاركتها في بعثات حفظ السلام الأممية.

وأضاف في هذا الشأن قوله "على المجموعة الوطنيّة كاملة أن تساهم في توفير الاعتمادات اللاّزمة لتطوير قدرات القوات المسلحة من بنية تحتية ومن تسليح".

ويضطلع الجيش الوطني بمهمّته الأساسية المتمثلة في حماية البلاد والدفاع عن حوزته ومكاسبه، فضلا عن مهام تكميلية، بينها إنجاز المشاريع الإنمائية في المناطق الصحراوية والجبلية الوعرة وإحياء مناطق من الصحراء كمشروع رجيم معتوق وبرج الخضراء والمساهمة في تنمية القطاع الفلاحي والتكوين المهني والأشغال الكبرى في مجال البنية الأساسية (طرقات مطارات)، إضافة إلى المساهمة في عمليات النجدة والإنقاذ ومجابهة الكوارث.

وللجيش الوطني مهام ظرفية تتمثل في المساهمة في عمليات حفظ السلام وإعانة الشعوب الشقيقة والصديقة على تجاوز المحن وإقرار الشرعية الدولية والدفاع عن القضايا العادلة والقيام بمهام ذات طابع إنساني.

// النشأة والتاريخ ..

صدر في شهر جوان 1956 الأمر المتعلق بإحداث الجيش التونسي.

وفي أكتوبر من السنة نفسها، وقع توجيه دفعة من التلامذة الضباط المباشرين إلى "سان سير" (فرنسا) قبل إحداث مدرسة تكوين ضباط الصف بباردو في نوفمبر 1956، التي جرى نقلها في جانفي 1967 إلى ولاية بنزرت.

ووقعت في 8 ماي 1957، وإثر الذكرى الأولى للاستقلال، إعادة هيكلة وحدات الجيش الوطني، وبعث جيش البحر في 16 أكتوبر 1958 وجيش الطيران في 15 جوان 1965 والأكاديمية العسكرية في 1967.

وذكر مؤرّخون أنّ الفضل في تنظيم أول جيش تونسي يعود إلى أحمد باي (1837)، بعد أن شكل حمودة باي النواة الأولى لجيش تونسي محلي وتحطيمه للجيش الانكشاري، الذي كان "ميليشيا" العالم العثماني.

وشكّل أحمد باي جيشا تونسيا محليا يضم 35 ألف رجل في ديمغرافيا لا تتجاوز مليون نسمة وسخر له كل الامكانيات بتخصيص مدرسة حربية في باردو وبناء الثكنات وشراء الأسلحة.

// تحديث وتطوير للرفع من الجاهزية ..

عمل الجيش الوطني على تحديث هياكله وأسلحته وآلياته وتعصير بنيته التحتية ومنشآته وتطوير قدرات أفراده القتاليّة والمعرفية لحماية التراب التونسي والمناطق الحدودية وصد كافة التهديدات ومن ذلك تهديدات المجموعات الإرهابيّة.

وللارتقاء بقدرات الأفراد واستيعاب التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة، راهنت المؤسسّة العسكرية على الاستثمار في التعليم العالي العسكري والبحث العلمي، إذ وقع إحداث الأكاديمية العسكرية بفندق الجديد في 24 ديسمبر 1966 قبل أن تفتح أبوابها لأول مرة يوم 8 فيفري 1967.

ومن المهام الأساسية للأكاديمية تكوين ضباط لفائدة وزارة الدفاع الوطني في المجالات العسكرية والتقنية والاختصاصات المتصلة بالدفاع، وعند الاقتضاء لفائدة الهياكل والمؤسسات الوطنية وكذلك الأجنبية.

كما تم تأسيس الأكاديمية البحرية بمنزل بورقيبة (بنزرت) في سنة 1978 تحت تسمية المعهد العالي البحري قبل أن تحمل التسمية الحالية ابتداء من سنة 1984.

وتتمثل مهمتها الأساسية في تكوين ضباط الفائدة وزارة الدفاع الوطني في المجالات العسكرية والتقنية والبحرية والاختصاصات المتصلة بالدفاع وعند الاقتضاء لفائدة الهياكل والمؤسسات الوطنية والأجنبية وذلك في إطار التعاون.

وتعمل مدرسة الطيران ببرج العامري على تكوين الضباط لنيل الشهادة الوطنية لمهندس في اختصاصات متعددة وتنظيم دورات خاصة لفائدة وزارتي الدفاع والنقل وتنظيم دورات الامتحانات الوطنية لفائدة الإدارة العامة للطيران المدني والمساهمة في مجال البحث العلمي والقيام بتطبيقات علمية في مجال الطيران.

وأحدثت المدرسة بعد دمج مدرسة الطيران المدني والرصد الجوي، التي تمّ إلحاقها سنة 1992 بوزارة الدفاع الوطني، مع الأكاديمية الجوية سنة 1994.

وتوجد أيضا مدرسة الصحة العسكرية، وهي مؤسسة تعليم عال عسكري تأسّست سنة 1969 وتؤمن تكوينا جامعيا يدوم ثلاث سنوات بعد الحصول على شهادة الباكالوريا يختم بالحـصول على الإجازة الوطنية في الاختصاصات شبه الطبية.

// منظومة متحفية تؤرّخ ..

أرست تونس منظومة متحفية تابعة لوزارة الدفاع الوطني للعناية بالتراث العسكري وتخليد ذكرى شهداء الوطن من قديم العصور إلى اليوم.

وجرى تأريخ وتجسيد مراحل تاريخ تونس العسكري ونضال وحدات الجيش التونسي، من معارك حنبعل إلى ملحمة بنقردان بالمتحف العسكري.

والمتحف العسكري الوطني هو مؤسسة عسكرية صلب قصر الوردة بباردو كان بني على يد حمودة باشا الحسيني الذي تزامن حكمه في القرن الثامن عشر مع فترة الاضطرابات في أوروبا وكانت له الامكانيات لبناء عديد القصور وتجهيز البلاد بكل ما تستوجبه من انجازات عسكرية ومعمارية وغيرها.

واتخذ القصر مسارا عسكريا حيث وقع استعماله بعد فترة حكم حمودة باشا من قبل خلفائه، ولاسيما من أحمد باي، كثكنة للضباط وإدارة الأفواج التابعة للمدفعية والخيالة.

كما تمّ استعماله في فترة الاستعمار الفرنسي مقرا لقيادة جيش الاحتلال، في مرحلة أولى، وخلال الحرب العالمية الثانية وقع استغلاله من قبل الجيوش الألمانية والإيطالية التي احتلت البلاد التونسية لمدة 6 أشهر تقريبا.

وبعد الاستقلال ارتأت الدولة التونسية أن تجعل منه متحفا عسكريا وجمعت فيه كل ما تبقى في ثكنات البايات من أسلحة وملابس وأدوات وبدأت في تشكيل المتحف العسكري في فضاء القصر.

وتحتفل تونس اليوم 24 جوان 2024 بالذكرى الأربعين لتدشينه (1984). ووقعت تنميته داخليا وجهويّا بإنشاء متاحف جهويّة ترجع إليه بالنظر.

وهذه المتاحف هي المتحف العسكري لخط مارث الدفاعي، المختص في معارك الحرب العالمية الثانية بتونس، ومتحف الذاكرة المشتركة التونسية الجزائرية في غار الدماء، المختص في العلاقات بين البلدين زمن مقاومة الاستعمار والجلاء في تونس والتحرير في الجزائر، ومتحف البحرية التونسية ببنزرت، الذي وقع تدشينه سنة 2022، ومتحف الذاكرة الوطنية بالسيجومي (هو الآن بصدد التهيئة).

// رؤية استراتيجية ..

وضعت وزارة الدفاع الوطني رؤية استراتيجية لجيش وطني في أفق 2030 "يكون على درجة عالية من الجاهزية والمرونة تمكنه من استباق التهديدات وتضمن له النجاعة في استعمال مختلف الموارد وإنجاز المهام المناطة بعهدته".

واعتمدت في ذلك مقاربة تضمن الإحاطة الشاملة بالعنصر البشري وتطوير علاقة المؤسسة مع محيطها "بما يعزّز انفتاحها ودعم إشعاعها على المستوى الوطني والدولي".

وتتمحور رؤية 2030 في دعم الكفاءات وتعبئة الموارد البشرية القادرة على التميز وبناء قدرات قياديّة ناجعة تتماشى مع متطلبات السّياسة الدفاعية المنتهجة صلب الوزارة.

وتستهدف الرؤية ملاءمة منظومة التعليم العالي العسكري مع منظومات التعليم والتكوين على المستوى الوطني والدولي ومواكبة التطورات التكنولوجية والتحولات الرقمية وتثمين مجال البحث العلمي والتطوير التكنولوجي وإرساء منظومة للجودة بالحصول على شهادة المطابقة للمواصفات "إيزو21001 " وإحداث قطب إقليمي للتعليم الجامعي والتكوين العسكري.

 

 

 

 

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة