الٱن

25/07/2017

بإمضاء كريم الغربي : عرض "ماهوش موجود" طرح كوميدي لظاهرة الارتباط العاطفي بمقاييس المظاهر الاجتماعية

رؤية هزلية ساخرة لظواهر اجتماعية وعلاقات انسانية وعاطفية متفشية في الواقع اليومي المعيش قدمها مساء أمس الإثنين الممثل الكوميدي الصاعد كريم الغربي في أول تجربة مسرحية له على طريقة الوان مان شو تحمل عنوان "ماهوش موجود" في سهرة من سهرات الدورة 35 لمهرجان بنزرت الدولي التي تتواصل إلى غاية يوم 18 أوت المقبل متضمنة عروضا فنية تراوح بين الموسيقى الغربية والشرقية والتونسية.

جمالية المسار الدراماتورجي لهذا العمل اختزلها كريم الغربي في تبليغ رسائل عميقة بتعبير غلبت عليه المصداقية في نقل تجربة حياته الذاتية بأسلوب كاريكاتوري هزلي في ظاهره ومؤلم في باطنه، حيث أن "كريم" الشخصية المحورية في المسرحية وهو شاب عاطل عن العمل يعيش رتابة الزمن التي زادها الفقر والضياع مرارة نظرا لأن هذا الشاب يعيش في بيئة مجتمعية ضعيفة الحال ووسط معاناته يقع في حب فتاة تدعى "نيرمين" من وسط اجتماعي مترفه ويبعد أشواطا على الواقع الذي يعيشه كريم.

كريم ترفضه حبيبته رفضا مؤلما عندما اكتشفت أنه من طبقة اجتماعية ضعيفة فينطفئ الأمل والحب لدى كريم الى أن تمنحه الحياة فرصة ثمينة نقلت كريم الشاب الفقير الى ممثل يحظى بشهرة واسعة لدى الجمهور بعد ان تم اختياره في "كاستينغ" تلفزي ليصبح شخصية كوميدية ووجد لنفسه طريقا للبروز في الشاشة الصغيرة بطلات هزلية راقت للمشاهدين.

"ماهوش موجود" هي القصة الحقيقية لكريم الغربي، شعر بوجوده سابقا عندما وقع في حب "نيرمين" ولكنه لم يعد موجودا عندما هجرته الى ان اغرتها شهرته وأرادت استعادة الوصال معه ليجيبها ب"كريم ماهوش موجود".

ولئن حاول كريم الغربي تقديم عمل مسرحي متكامل في النص والآداء والحركة والمؤثرات الركحية من إضاءة وموسيقى تتماشى مع الطابع الكوميدي للمسرحية إلا أنه سجل بعض مواقع ضعف في التعبير المسرحي وفي الاستجابة للمقاييس الجمالية للعروض من نوع الوان مان شو، وكتجربة أولى له فقد تمكن هذا الممثل الصاعد من استقطاب جمهور غفير غصت به مدارج المسرح الأثري ببنزرت.

وفي ندوة صحفية عقدها بعد نهاية العرض، بين كريم الغربي أنه نقل تجربة شخصية عاشها في حياته في مسرحيته مضيفا أنه يتواصل مع الجمهور بصدق في التبليغ والتعبير لأنه عاش ظروفا اجتماعية صعبة يعاني منها العديد من الشبان في الوقت الراهن على غرارالبطالة وفقدان الامل والشعور بالإحباط في ظل مؤشرات واقعية لا توحي بتحسن أوضاعهم ولا تحفزهم للتوق لمستقبل أفضل.

الاكثر قراءة