انطلاق المشروع النموذجي لجمع الزيوت الغذائية المستعملة وتثمينها ببلدية منوبة
أعطيت، اليوم الخميس، بقصر قبة النحاس بمنوبة، إشارة انطلاق المشروع النموذجي لجمع الزيوت الغذائية المستعملة لبلدية منوبة بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات وبالتعاون مع ست اقامات سكنية وعدد من الجمعيات البيئية بالجهة، وذلك ذلك ضمن المبادرة الوطنية لتجميع الزيوت بالمنازل بالمناطق ذات الكثافة السكانية .
كان ذلك خلال فعاليات اليوم التحسيسي، الذي انتظم تحت إشراف وزير البيئة، الحبيب عبيد، ووالي الجهة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للنظافة والعناية بالبيئة، والذي شهد امضاء اتفاقيتي تعاون بين البلدية والوكالة، وبين شركة خاصة مختصة في جمع الزيوت المستعملة وستّ إقامات سكنية بمنوبة معنية بتنفيذ المشروع.
ويأتي المشروع، وفق وزير البيئة، في اطار الاستراتيجية الوطنية للانتقال الإيكولوجي والاستهلاك والإنتاج النظيف ومقاومة التلوث والى التوجهات الوطنية الرامية الى تثمين النفايات ومعالجتها والتقليل من خطورتها على الصحة والمحيط، والى مزيد الانخراط في منظومة التصرف الرشيد في جمع وتثمين الزيوت الغذائية المستعملة.
وأضاف عبيد، ان اطلاق المشروع ببلدية منوبة، يتزامن مع المجهودات الكبيرة التي قامت بها الوكالة والبلديات وجميع المصالح ذات العلاقة بوزارة الداخلية في مجال نظافة والعناية بالبيئة، ولا سيما في رفع فضلات الاضاحي والنفايات التي تجاوز معدلها الـ200 بالمائة منذ بداية جوان، وتجميع اكثر من 5 الاف طن بمصب برج شاكير خلال منتصف اليوم الأول، ومنتصف اليوم الثاني من عطلة عيد الاضحى، وتعد بلدية منوبة الأولى جهويا والثانية وطنيا، التي انخرطت ضمن المبادرة الوطنية النموذجية المرتكزة بستّ ولايات بتونس الكبرى ونابل وبنزرت، والرامية الى تجميع حوالي 10 آلاف طن من الزيوت الغذائية المستعملة خلال ثلاث سنوات (2025-2027) وفق تصريح مدير عام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، بدر الدين الأسمر لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وأضاف الأسمر، ان الاتفاقية الجديدة، تهدف الى الرفع من نسبة التثمين في الزيوت، التي تعد مادة هامة، اذ يتم سنويا توريد 220 ألف طن تفرز 88 ألف طن زيوتا مستعملة، 55 بالمائة منها مصدرها المنازل وهو ما يُعد كمية كبيرة تتطلب التعامل معها وتثمينها وتحويلها من مشكل بيئي الى استثمار اقتصادي والى طاقة، لافتا الى ان تثمين الطن الواحد من هذه الزيوت، قد يوفر نحو الفي دينار ربح، فيما تتطلب مواجهته كنفايات كلفة أكثر بكثير.
وأشار الى ان تونس تقوم بتثمين 40 ألف طنا وتحويل جانب منه الى طاقة نظيفة "بيوديازال"، والاستفادة من نسبة 45 بالمائة من الزيوت المستعملة فقط، فيما تلقى عشوائيا بقية الكمية 48 ألف طنا (55 بالمائة) واغلبها متأتية من المنازل، اذ يصعب تجميعها وتشكل عبئا بيئيا، وتكتسي خطورة مزدوجة على التربة والمياه والصحة العامة وعلى قنوات التظهير ومجاري المياه التي يسدها ويعيق عملية السيلان بها.
من جهته أكد المكلف بتسيير بلدية منوبة، فتحي درواز، انخراط بلدية منوبة في هذه التجربة النموذجية بتشريك 500 عائلة موزعين على 6 اقامات سكنية مهيكلة على ان تمتد لاحقا الى المطاعم الجامعية والخاصة والمستشفيات.
ولفت درواز الى انطلاق العمل لإنجاح المشروع منذ فترة بتنظيم حملة تحسيسية لفائدة المتساكنين، بمشاركة جمعيات محلية وهي "من اجل تونس نظيفة" وجمعية تجميل مدينة الدندان ومنوبة وحماية التراث، والكشافة ومنظمة الدفاع عن المستهلك. وقد تم، مبدئيا، وفق قوله، تركيز ثلاث حاويات تجميع الزيوت بنقاط الجمع بإقامتين وتوزيع معدات التجميع الصغيرة الخاصة بالمتساكنين على ان تعمم على بقية الاقامات قريبا.