الٱن

19/11/2019

اليونسكو تنوّه بتجربة تونس في الإصلاح الثقافي في السنوات الثلاثة الأخيرة

في إطار الدورة 40 للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، تستضيف “اليونسكو” أكبر منتدى لوزراء الثقافة منذ انعقاد المؤتمر الدولي الحكومي للسياسات الثقافية من أجل التنمية في عام 1998.   

ويتيح هذا المنتدى لوزراء الثقافة الفرصة أمام أكثر من 107 وزيرا لمناقشة الدور الذي تضطلع به الثقافة في مجالي السياسة العامة والتنمية المستدامة. وتشارك تونس في منتدى وزراء الثقافة باليونسكو بوفد متكون من وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين والسيد غازي الغرايري سفير تونس الدائم لدى منظمة "اليونسكو" والسيد فوزي محفوظ المدير العام للمعهد الوطني للتراث والسيد مهدي النجار مدير عام وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والسيدة فائقة العواني مديرة التعاون الدولي والعلاقات الخارجية بوزارة الشؤون الثقافية والسيدة سيماء المزوغي المكلفة بالإعلام و الاتصال بالديوان.  

وألقى د محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية خلال فعاليات منتدى وزراء الثقافة، كلمة أكد فيها على مقاربة الإصلاح والتجديد للسياسة الثقافية الوطنية بتونس التي تعتمد على أهداف تحملها برامج وطنية وهي خمسة برامج "تونس، مدن الفنون، "تونس، مدن الحضارات"، "تونس، مدن الآداب و الكتاب"، " التجديد الثقافي الرقمي و المبادرة الثقافية الخاصة" "جيل جديد من المبدعين الشبان و المستثمرين في مجال الثقافة و التراث ".  

كما إعتمدت سياسة الإصلاح الثقافي على البرامج الثقافية الخصوصية و هي خمسة برامج تهتم ب " الثقافة الجزرية" و "الثقافة ما بين الحدود" و "الثقافة العمالية" و "ثقافة الصحراء و الجنوب" و"الثقافة التضامنية و الاجتماعية".

في حين تتولى برامج القيادة و المساندة مرافقة البرامج الوطنية والخصوصية من خلال توجه استراتيجي يهتم بالتشريع الثقافي فالصناعات الإبداعية و الثقافية فالاقتصاد الثقافي الإجتماعي والتضامني فالديبلوماسية الثقافية فالإدارة الثقافية الالكترونية و الحوكمة المفتوحة.

و تنفيذا لهذه التوجهات الاستراتيجية التي تعنى بتجسيم الدمقرطة و الحقوق و اللامركزية و المواطنية و الديمقراطية الثقافية العمومية، عملت الوزارة على اسناد عمل الجمعيات الثقافية و مبادرات المجتمع المدني الثقافي و هي موجهة لتعميم ثقافة الحق الثقافي و تجسيم ثقافة القرب و الأحياء. لذا، انطلقت وزارة الشؤون الثقافية منذ ثلاث سنوات في مقاربة كمية تقوم على مؤشرات التنمية و الجودة الثقافية تحققت معها نتائج مهمة، تعمل الوزارة على تطويرها سنة بعد سنة.

و منها تضاعف عدد الأنشطة الثقافية بتونس من 27000 نشاط سنة 2016 إلى 1300000 نشاط سنة 2019 كما تضاعفت الميزانية من 27 مليون دينار سنة 2016 إلى 75 مليون دينار سنة 2019.

و تضاعف عدد الجمعيات الحاصلة على دعم في نفس الفترة من 300 جمعية إلى 1400 جمعية و تضاعفت قيمة التمويل من 1 مليون دينار إلى 12 مليون دينار. أما صندوق التشجيع على الإبداع الادبي والفني فقد تضاعف من 60 عمل فني إلى 380 عمل فني هذا فضلا عن تضاعف الميزانية المرصودة له بثلاث مرات .

كما اهتمت السياسة الوطنية بإحداث المؤسسات الثقافية الكبرى، مسرح الأوبرا و المتحف الوطني للفن الحديث و المعاصر و المركز الوطني لفن العرائس و مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي و قصر الآداب والثقافة و الفنون " القصر السعيد " و مركز تونس للاستثمار الثقافي ومركز تونس الدولي للحضارات و مدارس عديدة في اختصاصات الإنسانيات  .     

يضاف الى هذه الاحداثات مؤسسات جهوية للثقافة و المكتبات ارتفع عددها بثلاثين لتصبح الشبكة الوطنية للمرافق الثقافية تتكون من 700 مؤسسة ثقافية بين الجهات في حين بلغ عدد المهرجانات المحلية و الجهوية و الوطنية و الدولية التونسية ب 800 مهرجان بعد أن كان ب 400 مهرجان في 2016.

علاوة على تعميم معاهد الموسيقى و مراكز الفنون الدرامية في كل الولايات. كما تم إحداث أصناف جديدة من المهرجانات ، على غرار ايام قرطاج السينمائية وأيام قرطاج المسرحية ، لتشمل كل الفنون من فن معاصر و شعر و كوريغرافيا و خزف فني و هندسة معمارية، و أصبحت لتونس 16 مهرجانا دوليا قطاعيا بعد أن كان العدد في حدود 6 مهرجانات سنة 2016 ...

كما أحدث تظاهرات وطنية قطاعية لتحتفي بالإبداع الوطني من خلال المهرجان الوطني للسينما التونسية والمهرجان الوطني للمسرح التونسي و موسم الموسيقى التونسية والمعرض الوطني للكتاب التونسي لتشجيع الإبداع الوطني و التحفيز على خلق سوق وطنية للثقافة والآداب....

تصور جديد لسياسة نتائجها تعدد وتحلل و تقيم و تطور بحسب دراسات قطاعية واضحة المناهج و الأهداف الاستباقية. كما شهد قطاع التراث نقلة كبرى بتقديم الوزارة و مندوبية تونس لدى اليونسكو عديد الملفات لتسجيلها على لائحة التراث العالمي لليونسكو وهي "فخار سجنان"، "جزيرة جربة"، "شرفية قرقنة" و"قصور تطاوين"....

ويتيح منتدى وزراء الثقافة الفرصة أمام أكثر من 107 وزراء لمناقشة الدور الذي تضطلع به الثقافة في مجالي السياسة العامة والتنمية المستدامة، كما ركز الوزراء في نقاشاتهم على الحلول التي يمكن أن تقدمها الثقافة لمواجهة التحديات الراهنة، وإرساء أسس السلام والنهوض بتعليم جيد وإيجاد فرص عمل وإحداث التغيير على الصعيدين الاجتماعي والحضري.    

منتدى وزراء الثقافة، ينظم لأول مرة منذ 21 عاما، حيث يجتمع الوزراء من جميع أنحاء العالم لمناقشة أهمية الثقافة وصلتها بالتنمية. ويعزز هذا المنتدى، دور السياسات الثقافية في خلق مستقبل مستدام للجميع في كل مكان، حيث يأتي في إطار المؤتمر العام لــ “اليونسكو”، الذي انطلق يوم 12 نوفمبر 2019 ، ويستمر حتى 27 نوفمبر الجاري، وذلك حتى يكون بمثابة مختبر أفكار عالميّ لدراسة نهوج جديدة متعددة الأطراف في إطار سلسلة من القضايا الملحة التي تتراوح من التعليم العالي إلى الذكاء الاصطناعي، والمنتدى، واحد من الفعاليات التي سطرتها المنظمة.

الاكثر قراءة