القصرين: منتوجات تقليدية وإبداعات حرفية متنوعة تؤثث أجنحة المعرض الثامن للتحف والهدايا التذكارية بالقصرين
منتوجات تقليدية وإبداعات حرفية متنوعة ميّزت فعاليات الدورة الثامنة لمعرض "التحف والهدايا التذكارية" بالقصرين الذي افتتحت فعالياته، اليوم الخميس، بفضاء القرية الحرفية بالجهة بمشاركة 40 حرفيا وحرفية قدِموا من مختلف مناطق ومعتمديات الولاية للتعريف بما جادت به أناملهم من ابداعات تسحر الأنظار، ومن قطع فنية تعكس روح الأصالة والجمال وتروي قصصا عن الهوية والتراث والتاريخ.
وينتظم معرض التحف والهدايا التذكارية ببادرة من المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية تحت إشراف الديوان الوطني للصناعات التقليدية وبالشراكة مع المكتب الجهوي للمنظمة الوطنية لرواد الأعمال، ويمتد على ثلاثة أيام متتالية (23 و24 و 25 جانفي الجاري).
ويجمع المعرض بين الحرفيين القدامى والحرفيين الشبان في مزيج بين الأصالة والحداثة كرسّته أنامل أبدعت منتوجات شتى من تحف وسجاد وزرابٍ وقفاف وسلال وأطباق وحلّي مزركشة مع زيوت مقطرة ونباتات طبية مجففة وعطور ومأكولات وبهارات وحلويات، رتب بعضها بعناية على طاولات وأرفف، ونسقت أخرى حسب ألوانها وأشكالها على الجدران، ابداعات يكافح أهلها لإبقائها تنبض بالحياة وحتى تبقى مصدر فخر للأجيال القادمة.
المندوب الجهوي للصناعات التقليدية بالقصرين، أحمد القروقوري، قال في تصريح لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء إن الدورة الثامنة لمعرض التحف والهدايا التذكارية ركزت على ابراز ابداعات الحرفيين القدامى تقديرا لخبرتهم الطويلة التي ساهمت في الحفاظ على إرث الأجداد، مع الحرص على دعم الحرفيين الشبان الذين يضيفون لمسات عصرية ومبتكرة للصناعات التقليدية مما يجعلها مواكبة للعصر و يبقيها مميزة وجاذبة في مختلف الأزمنة والأمكنة.
وأكد أن المساعي متواصلة من أجل إدراج القرية الحرفية بالقصرين ضمن مشروع المسلك السياحي الجهوي بالقصرين المبرمج بهدف التعريف بما تزخر به مختلف ربوع الجهة من صناعات تقليدية تعكس أصالتها وتاريخها العريق، ومساعدة الحرفيين على تسويق منتوجاتهم وزيادة مداخيلهم، فضلا عن تمكين السياح من خوض تجربة فريدة من خلال ورشات حية في عدة مجالات منها حياكة الصوف والتطريز، وتقطير الزيوت و الطبخ ...
من جهته، أكد المندوب الجهوي للسياحة بالوسط الغربي، منير ملاوحي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، على ضرورة تثمين المنتوجات التقليدية المتنوعة والمميزة بجهة القصرين عبر إدراج القرية الحرفية ضمن المسلك السياحي الجهوي والذي يجري العمل على انطلاقه، حيث تم القيام بالدراسة اللازمة له، غير أنه لم يتم بعد توفير التمويلات الضرورية لتجسيده على أرض الواقع رغم أهميته الكبيرة والبالغة.
وذكر أنه ستتم إعادة طرح هذا المشروع على المستوى الجهوي باعتباره ضمن تعهد المجلس الجهوي بولاية القصرين للدفع نحو تفعيله وانجازه في أقرب الآجال.
وفي تصريحات متطابقة لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، عبّر عدد من الحرفيين والحرفيات عن اعتزازهم بصنعة الأجداد التي تعكس تاريخا طويلا من الإبداع والتفاني، وأكدوا حرصهم على ابقاء هذا الإرث حيا مع العمل على تطويره وإدخال لمسات حديثة تلبي احتياجات الزمن الحاضر .
وشهد المعرض في يومه الأول اقبالا هاما من المواطنين والزوار الذي طالبوا بتحويله من معرض موسمي إلى معرض دائم وقار حتى يتسنى لهم اقتناء هدايا تذكارية في كل وقت وزمن.