20/03/2019

الطبوبي في زيارة إلى " سوموسار ": لا خيار للإدارة والنقابة إلا الحوار والتعاون من أجل دوام رزق مئات العاملين والعاملات‎

أدّى الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي زيارة إلى مقرّ شركة " سوموسار "  بمنزل الحياة  من ولاية المنستير.

وكانت الزيارة فرصة لتدشين مقرّ النقابة الأساسية بالشركة من جهة والإطلاع على  ظروف العمل في المؤسسة التي أكّد مسؤولوها أنها صامدة وتؤمّن مورد الرزق لمئات من العاملين فيها رغم الصعوبات والعراقيل التي تلاقيها من كل حدب وصوب  

وقال الأمين العام في كلمته التي ألقاها من أمام مقرّ النقابة الأساسية : " قبل كلّ شيء أحيّي تطوّر الوعي لدى إدارة الشركة إذ تم   التوصّل إلى إنشاء هيكل نقابي اجتماعي يدافع عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للعمال دون شكّ  لكنّه أيضا يحرص على إعطاء الشركة حقوقها في العمل والإنتاج .

وأكّد الطبوبي أن المؤسسة التي تعطي العامل مكانته تصل في النهاية إلى نسج علاقة شراكة  في الأفكار والتصورات  معه وهذا يؤدي إلى نتائج أفضل لأن العامل سيصبح قوة إنتاج وأفكار وتصورات .وأوضح الأمين العام أن القطاع الذي تنشط فيه الشركة يشهد منافسة كبيرة وقد لحقته أضرار كبيرة جرّاء الاقتصاد الموازي ( التهريب أساسا ) بالإضافة إلى إثقال كاهل المؤسسة وعمالها بمختلف أصناف الجباية وسماسرة اليد العاملة والحال أنه كان على الدولة أن تتجه إلى تنمية مواردها من خلال المهربين والمتهربين الجبائيين قبل المؤسسات المنظمة والعاملين فيها .

وأكّد الطبوبي أن الأمل في تحسّن الأوضاع يبقى قائما رغم محاولات بثّ اليأس والإحباط التي تقوم بها بعض الأطراف لإبقاء الوضع كما هو عليه موضّحا أنه من غير الممكن تحميل العامل والمؤسسة وزر سياسات الفشل التي أدت إلى ارتفاع الأسعار وضعف المقدرة الشرائية وارتفاع الأداءات وغير ذلك  من أمور جعلت حياة التونسيين صعبة جدا .

ومن جهته قال رياض جعيدان المدير العام لشركة " سوموسار " إن المؤسسة  قائمة الذات وصامدة في وجه كافة الصعوبات بفضل روح التضامن القائمة بين الإدارة والنقابة ممّا خلق مناخا اجتماعيا مشجّعا على العمل . وأكّد أن جميع العاملين في " سوموسار " شاعرون بأن مستقبل الشركة مرتبط بهذا التفاهم وهذا التعاون لأن الجميع يؤمن بمقولة طارق بن زياد الشهيرة : " البحر وراءكم والعدوّ أمامكم " وهذا يعني أنه لا خيار للطرفين إلا التعاون من أجل أن تدوم المؤسسة  وأن  يدوم مورد الرزق لكل العاملين فيها . وأبرز المدير العام أنه لا يوجد فرق في المؤسسة بين عامل وإطار وأن هذه العقلية أدت إلى تحسين الجودة وتحسّن الإنتاج و التصدير .

صعوبات وتحدّيات

خلال اجتماع ضمّ ممثلي الإدارة والنقابة والأمين العام للاتحاد ووسائل الإعلام المختلفة استعرض المدير العام رياض جعيدان مختلف محطّات  مجمع " سوموسار " منذ التأسيس سنة 1985 إلى اليوم أي منذ أن كانت مجرد وحدة صغيرة لإنتاج الخزف الحائطي إلى مجمّع كامل يضمّ عدة شركات يكمّل بعضها البعض  حيث استطاع ( المجمع ) أن يفرض نفسه في السوق التونسية وكذلك في بعض الأسواق الخارجية من خلال تصدير الكثير من  منتجات المجمع .

وفي المقابل لم يخف المدير العام ما تمرّ به الشركة ( والمجمع عموما ) من صعوبات وما ينتظرها من تحديات على غرار أغلب المؤسسات التونسية المهيكلة  التي تقوم بواجباتها الجبائية والاجتماعية بكل وضوح وشفافية . وقال المدير العام إن من جملة الصعوبات تراجع قيمة الدينار وما لذلك من تأثير على واردات الشركة من بعض  المواد وإخضاع الشركة إلى معلوم الاستهلاك الذي من المفروض أن يوظّف على المؤسسات المورّدة  وضعف المقدرة الشرائية  الذي أدى إلى ركود السوق الداخلية والارتفاع المتواصل لأسعار الطاقة والتوريد المشطّ والعشوائي للخزف رغم ركود السوق المحليّة . وأوضح أنه من غرائب الأمور أن بعض المؤسسات العالمية العاملة في الميدان بات يسمح لها بمنافسة الشركة هنا في تونس من خلال بيع منتجاتها في بلادنا والحال أنها هي نفسها التي  تبيع للشركة المواد الأوليّة التي تستعملها الشركة  في الإنتاج.

وبيّن جعيدان أن مخزون الشركة من المنتجات التي تجد صعوبة في التسويق يصل إلى نحو 9 ملايين متر مربّع أي ما يعادل 50 مليون دينار جرّاء التوريد العشوائي لسلع تنتج الشركة أحسن وأفضل منها على كافة الواجهات .

وختم المدير العام تدخله بتوجيه نداء إلى الأمين العام لاتحاد الشغل للتدخّل  لدى الحكومة بمختلف مؤسساتها ومساعدة الشركة على الوقوف في وجه الصعوبات الجمّة من أجل أن تستمرّ وبالتالي لا ينقطع مورد رزق حوالي 700 شخص من العاملين فيها .

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة