أيام قرطاج الموسيقية 2025: عروض الشارع قدمت للجمهور أنماط موسيقية متنوعة على امتداد التظاهرة
عاش الجمهور التونسي من المارة بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة على امتداد فعاليات الدورة العاشرة لأيام قرطاج الموسيقية على وقع مجموعة من العروض التي تراوح بين أنماط موسيقية مختلفة من تونس والمغرب ونابولي الإيطالية.
أيام قرطاج الموسيقية التي تختتم فعالياتها يوم غد الجمعة والتي اختار القائمون عليها هذا العام شعار "زيد في الحس" قدمت لجمهور المهرجان ضمن قسم "عروض الشارع" أوقاتا ممتعة عاشوا خلالها على وقع السطمبالي والعيطة والراب والموسيقى النابولية التي تجمع بين الأصالة والتجديد.
وتابع الجمهور يوم 19 جانفي المجموعة الإيطالية آرس نوفا نابولي التي حملته في رحلة مزجت فيها الموسيقى التقليدية الإيطالية بموسيقات العالم، حيث قدمت وصلة من الأغاني التقليدية لجنوب إيطاليا، بالإضافة إلى مؤلفات موسيقية أصلية من الكلاسيكيات الموسيقية لمنطقة نابولي.
وتحول شارع بورقيبة إلى ركح كبير يوم 20 جانفي حيث عاش الجمهور على وقع موسيقى الراب في عرض للتونسية فاتن بن خالد (FBK) إلى جانب عرض "عيطة مونمور" للثنائي وداد مجمع من المغرب وخليل الهنتاتي من تونس (EPI).
وحملت الفنانة الصاعدة فاتن بن خالد الحاضرين بين عوالم الراب والشعر، حيث تولي في موسيقاها أهمية قصوى لكلمات أغانيها التي تستلهمها من واقعها اليومي وتصوغها بشاعرية كبيرة. كما تحرص هذه الفنانة الشابة على تطوير أسلوبها الموسيقي وأدائها الركحي في توليفة مكنتها من الوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور خاصة الشبابي منه.
وسافر عرض "عيطة مونمور" بالجمهور إلى عوالم الموسيقى الإلكترونية، من خلال مشروع فني استمد وجوده من انبهار الفنانة المغربية وداد مجمع بفن "العيطة" الذي تعود جذوره إلى القرن الثاني عشر. وراوح هذا العرض بين التقليد والحداثة، في نقل ناجح لبعض ملامح هذا الفن المنقول شفويا والمتأتي من بيئة بدوية.
وكان الموعد يوم 21 جانفي مع عرض "سطمبالي" لبلحسن ميهوب الذي قدم رؤية معاصرة للموروث الموسيقي التونسي يسعى إلى إشعاع نمط موسيقى السطمبالي وتوسيع قاعدة جمهوره دون المساس بخصوصياته الفنية.
وينهل هذا العرض الفرجوي من الموروث التونسي وينطلق من الاحتفالات التقليدية الخام ليشكل عرضا فنيا معاصرا متكاملا يؤلف بين جمالية الصوت والصورة ويمتزج بلوحات فنية راقصة تراثية وعصرية.
ومن خلال هذا العرض الذي جلب اهتمام الجمهور في شارع بورقيبة، تجول بلحسن ميهوب في أعماق تونس مرتكزا على مقام الرصد العبيدي والنوى لمعانقة أنماط موسيقية مختلفة على غرار الريغي والبلوز والجاز.