24/05/2020

ألوان باهتة خيمت على مدينة بنزرت في ظل خلو فضاءاتها من أجواء عيد الفطر الاحتفالية

اتسمت أجواء عيد الفطر هذه السنة بمدينة بنزرت بالسكون والهدوء وخلو الشوارع شبه التام من المارة، باستثناء عبور النزر القليل منهم، ومرور بعض السيارات على الجسر المتحرك، الذي عادة ما يعج في مثل هذه المناسبة بالمارة والعربات، ولاسيما عند خروج المصلين عقب صلاة العيد من جامع "المختار" بجرزونة، وذلك وفق ما عاينه مراسل وكالة تونس إفريقيا للأنباء بالجهة.

في المقابل، شهد الجسر حضور المصالح الأمنية المرابطة بالمكان والفريق الفني الساهر على هذه المنشأة الحيوية، في إطار تطبيق إجراءات الحجر الصحي الموجّه، من أجل التوقي من انتشار فيروس "كورونا" المستجد.

وعلى بعد أمتار من الجسر، بدت ساحة أو "جردة سيدي سالم "، مثلما يسميها أهالي المدينة، والمطلة على المتوسط قاحلة ومقفرة، حيث غابت عنها ألوان الفرح والبهجة وهجرتها ضحكات الأطفال وحركتهم النشيطة وألعابهم الجديدة ووقوفهم بابتساماتهم البريئة لالتقاط صور العيد، كما غاب عنها باعة "اللبلابي" و"التلشت" و"الكعبور"، وهي من المأكولات والحلويات الشهيرة التي عرفت بها جهة بنزرت.

وافتقرت شوارع مدينة بنزرت في أولى أيام عيد الفطر أيضا، لحركة "الكاليس" او "العربة السعيدة"، التي يتسارع الأطفال عادة من أجل ركوبها صحبة الوالدين والأشقاء، منبهرين بأولوانها الزاهية وحلّتها التي تبعث السرور للناظرين.

ودبت السكينة وعمّ الصمت "ماناج سيدي سالم"، مدينة الألعاب الوحيدة ببنزرت المدينة، حيث توقفت محركات كافة ألعابه، التي كانت مصدر مرح وسعادة للجميع، صغارا وكبارا والذي عادة ما يشهد اقبالا مكثفا خاصة في عيد الفطر.

هذه الأجواء الاستثنائية التي فرضتها جائحة "كورونا" ومقتضيات الحجر الصحي على الكبار والصغار، لم تحل دون اقتناء العائلات لبعض الحلويات او القيام بإعدادها، ليال قبل قدوم عيد الفطر في منازلهم لتناولها يوم العيد و إرسال البعض منها لأهاليهم وأقاربهم أو حتى أجوارهم ممن يقطنون بالقرب منهم أو على مسافة غير بعيدة عنهم.

عيد فطر استثنائي تعيشه هذه السنة جهة بنزرت، على غرار بقية جهات البلاد، أمام تحديات صحية واجتماعية وأمنية كبرى، تعمل على تكريسها والسهر عليها كل من المؤسسات الأمنية والعسكرية والحماية المدنية، فضلا عن كافة العاملين بالقطاع الصحي والطبي ومكونات المجتمع المدني، التي ساهمت وتطوعت، منذ ظهور الجائحة في بلادنا، من أجل مد يد العون للجميع وتكريس روح التضامن والتلاحم بين كافة فئات المجتمع.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة